إذا عرفت ذلك فقد يكون كلامه كما كلم موسى من الشجرة بخلقه فيها، كخلقه للرعد والمطر والرياح، وقد يكون كلامه بأن يلقيه في قلب ملك، فيلقيه إلى ملك تحته إلى آخر ما جاءت به الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أما التلفظ عن آلة كما في المخلوقين، فذلك مستحيل في الخالق
تعالى وتشبيه له جل وعلا بخلقه.
[الوجه]
نعم، قد جاء في القرآن ألفاظ توهم التشبيه، ونحن ذاكروها مع ذكر تفسيرها عند علماء أهل البيت عليهم السلام فمن ذلك:
الوجه في قوله تعالى: ((كل من عليها فان (26) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)) [الرحمن: 27].
فنقول: قد ثبت بالدلائل العقلية، والبراهين القرآنية أن الله تعالى ليس بجسم، وهذه الآية وما شاكلها من الآيات التي يوهم ظاهرها التجسيم، فإذا حملناها على ظواهرها كما يقوله المشبهة: اصطدمنا بالآيات النافية للتشبيه والمماثلة كقوله تعالى: ((ليس كمثله شيء))، ((ولم يكن له كفوا أحد))، وصدمتنا أيضا حجة العقل التي تقول: لو كان الخالق تعالى جسما لكان محدثا كسائر الأجسام.
ولا يجوز أن تتصادم آيات القرآن وتتخالف وتتناقض بلا خلاف بين المسلمين لقوله تعالى: ((وإنه لكتاب عزيز (41) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)) [فصلت: 42] ونحوها.
فمن هنا عرفنا أن هذه الآيات الكريمة التي ظاهرها يوهم التناقض غير متناقضة وأن معانيها غير متخالفة.
Halaman 25