Meteorit Dalam Sejarah Manusia
النيازك في التاريخ الإنساني
Genre-genre
«لفهم علم ما، لا بد من دراسة تاريخه.» (أوجيست كونت، 1798-1857م) *** (1) شذرات من التاريخ
عرف الإنسان الأحجار الصلبة التي تسقط من السماء على الأرض (النيازك) قديما في التاريخ، لكن تسجيلاته الأولى والقديمة لها ضاعت في ظلام الحقب الزمنية البعيدة. ولا يجد الباحث في تاريخ النيازك وممارسات الإنسان حيالها سوى إشارات، تارة تكون واضحة وأخرى تكون غامضة مبهمة. وهكذا يجد الباحث نفسه أمام بيانات ناقصة في كثير من الأحيان، عليه أن يكملها، بما لديه من خلفيات تاريخية، وهو يحاول أن يضع صورة تاريخية لعلم وليد. وعلى الرغم من ملاحظة سقوط الأحجار السماوية قديما في التاريخ، فلا توجد إشارات صريحة تذكر كلمة «نيازك» في السجلات التاريخية. ومن طبيعة النيازك ومكوناتها وشغف الإنسان وحفاوته بالفلزات عبر العصور، والظواهر التي تصاحب سقوط النيازك، كالأضواء الخاطفة والأصوات العالية؛ يمكن استقراء تاريخ معرفة الإنسان القديم لها، ويمكن العثور على الإشارات الدالة عليها في الثقافات المختلفة عبر التاريخ، ويمكن من خلال مطالعة رسومات إنسان ما قبل التاريخ، العثور على بعض الرسومات الدالة على سقوط النيازك؛ فقد تشير بعض رسومات كهوف «التاميرا»، الموجودة في إسبانيا، التي تعود إلى قرابة 20000 عام، إلى ظواهر نيزكية، فيما يمكن اعتباره أقدم إشارات إلى سقوط نيازك.
1
وفي الآونة الأخيرة عثر الباحثون على رسم ملون، يعود لسكان ما قبل التاريخ، على جدران أحد الجلاميد الصخرية بوادي كركور طلح، بالقرب من جبل العوينات، في أقصى جنوب غرب مصر، ربما يمثل تسجيلا لحدث نيزكي. ويصور الرسم، الذي يوجد على سطح أحد الجلاميد الجرانيتية الضخمة، جسما ساقطا تنتشر منه ستة خيوط سميكة لأعلى، ويظهر الرسم - بالقرب من الجسم الساقط - رجلا يطلق ساقيه للريح هربا. ويقارب هذا الرسم الملون أو يضاهي الرسومات التي وجدت خلال العصور التاريخية والتي تسجل ظواهر سقوط النيازك على الأرض. ومن الإشارات غير المباشرة التي تعني معرفة الإنسان القديم بالنيازك، ما حققه الباحثون
2
من دلائل، على أن سكان شرق آسيا في العصور الموغلة في القدم، اعتبروا السماء مكونة من مادة حجرية. وتعكس هذه الإشارة أن الناس قديما عرفوا سقوط الأحجار السماوية، تماما كما أشار قدماء المصريين للسماء على أنها سقف من الحديد، في إشارة إلى معرفتهم بسقوط النيازك الحديدية.
رسم على جدران صخور كهوف «التاميرا» بإسبانيا، ربما يكون أقدم إشارة لسقوط النيازك.
رسم على سطح أحد الجلاميد الجرانيتية بمنطقة جبل العوينات يبين الجسم الساقط (على الجانب الأيسر) والرجل الذي يطلق ساقيه للريح هربا.
ومنذ بداية عصور ما قبل التاريخ وحتى العصور الحديثة نسبيا، كان الناس لا يرون النيازك سوى حديد يسقط من السماء، أو حديد يتكون من تأثير الصاعقة على الصخور الأرضية؛ إذ تشمل النيازك الساقطة على الأرض من السماء نوعا مميزا، هو النيازك الحديدية، التي تتشكل من سبيكة طبيعية من الحديد والنيكل؛ ومن ثم يوفر سقوطها الحديد الفلزي. ويصاحب سقوط النيازك الأضواء الخاطفة، والكرات النارية، والأصوات العالية المفزعة. ومن هذه الخيوط يستشف الباحثون - بطريقة غير مباشرة من قراءة إشارات الإنسان القديم لمصادر الحديد الفلزي - مدى معرفة الإنسان قديما بوجود النيازك. فماذا تذكر الكتابات القديمة عن مصادر الحديد؟ تكشف الدراسات الأركيولوجية عن وجود إشارات إلى المصادر السماوية للحديد، في عدد من الكتابات القديمة؛ فالكتابات المصرية القديمة، أطلقت على الحديد، خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد تسمية: «آن بار نا»، التي تعني معدن أو فلز السماء، مما يعني معرفة قدماء المصريين بسقوط النيازك الحديدية من السماء. وما يؤكد ذلك تصورهم الكون على أنه عبارة عن صندوق كبير بيضاوي إلى مثلثي الشكل، طويل من الشمال إلى الجنوب، وقصير نسبيا من الشرق إلى الغرب، تشغل مصر وسطه، وتحد سلسلة من الجبال شرقه وغربه، وتمثل السماء غطاءه.
3
Halaman tidak diketahui