121

Nawahid Abkar

نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي

Penerbit

جامعة أم القرى

Lokasi Penerbit

كلية الدعوة وأصول الدين

ابن جرير، فقال: لو صح ذلك لجاز أن يقال: رأيت اسم زيد، وأكلت اسم الطعام، وشربت اسم الشراب. وفي إجماع جميع العرب على إحالة ذلك ما ينبئ عن فساد تأويل البيت بذلك، وإنما هو مخرج على وجهين: أحدهما: أن السلام من أسماء الله، والكلام إغراء. ومعنى: ثم اسم السلام عليكما: ثم الزما اسمَ الله وذكرَهُ بعد ذلك، ودَعَا ذِكري، وقدم المغرى به، على حد قوله: يا أَيًّهَا المائحُ دَلْوِي دُونَكَا (١). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. والثاني: أن المراد ثم تسميتي الله عليكما، كما يقول القائل للشيء يراه فيعجبه: اسم الله عليك، يُعَوِّذه بذلك من السوء، فكأنَّه قال: ثم اسم الله عليكما من السوء (٢). انتهى. وقال ابن جني في " الخصائص ": ادعى أبو عبيدة زيادة اسم في البيت، ونحن نحمل الكلام على أن هناك محذوفا قال أبو علي (٣): وإنما هو على حذف المضاف، أي ثم اسم معنى السلام عليكما، واسم معنى السلام هو السلام، فكأنَّه قال: ثم السلام عليكما. ثم قال: فالمعنى لعمري ما قاله أبو عبيدة، لكنه من غير الطريق التي أتاه هو منها، ألا تراه اعتقد زيادة شيء، واعتقدنا نحن نقصان شيء. قال: ونحو من هذا اعتقادهم زيادة مثل في نحو: مثلي لا يأتي القبيح، ومثلك لا يخفى عليه الجميل، أي أنا كذا، وأنت كذاك. وذكر مثله ابن يعيش في " شرح المفصل (٤) ". وفي " شرح الأندلسي (٥) ": لبيد هذا عاش مائة وخمسا وأربعين سنة، تسعين

(١) هو لراجز جاهلي، انظر في كتاب الشعر لأبي علي الفارسي ١/ ٢٣ وخزانة الأدب لعبد القادر البغدادي ٦/ ٢٠٠. (٢) جامع البيان عن تأويل القرآن ١/ ١٢٠. (٣) هو أبو علي النحوي الفارسي، سبقت ترجمته. (٤) شرح المفصل ٣/ ١٤. (٥) هو القاسم بن أحمد بن الموفق أبو محمد الأندلسي اللورقي، إمام في العربية، عالم بالقراءات، اشتغل في صباه بالأندلس، وما من علم إلا وله فيه أوفر نصيب، شرح المفصل في أربعة=

1 / 122