- الأَصْل الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ
-
فِي فَضِيلَة المؤذنين
عَن مُعَاوِيَة ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ المؤذنون أطول النَّاس أعناقا يَوْم الْقِيَامَة
قَالَ أَبُو عبد الله المؤذنون هم دعاة إِلَى أَمر الله فزيدوا على النَّاس مرتبَة بطول أَعْنَاقهم ليشرفوا على النَّاس بأعناقهم وَهَذَا الطول عندنَا فِي شخصهم وخيالهم فَأَما نفس الْخلقَة بِحَيْثُ خلقهَا الله تَعَالَى من جنس خلق أهل الْجنَّة وَإِنَّمَا ذكر الْعُنُق للمقدار لِأَن هُنَاكَ طبقَة أَعلَى مِنْهُم هم الْأَنْبِيَاء والأولياء الَّذين هم دعاة إِلَى الله تَعَالَى زيدوا فِي الْقَامَة كلهَا لَا فِي الْعُنُق فَقَط وَكَانَ رَسُول الله ﷺ يُوصف فِي هَذِه الْحَيَاة بِصفة تدل على مَا قُلْنَا وَهُوَ أَنه ﵇ كَانَ إِذا مَشى رُبمَا إِذا اكتنفه رجلَانِ طويلان فَيَمْشِي هُوَ بَينهمَا فيطولهما فَإِذا مَشى وَحده نسب إِلَى الربعة
قَالَ عَليّ ﵁ أَنه ﷺ لم يكن بقصير وَلَا طَوِيل وَإِذا جَاءَ مَعَ النَّاس غمرهم