أعز الله أنصاره بقتل شاب نشأ يقال له السهروردي قيل عنه أنه كان معاندًا للشرائع مبطلًا وكان قبض عليه ولده المذكور لما بلغه من خبره وعرف السلطان به فأمره بقتله فطلبه أيامًا فقتله.
كان قدس الله روحه حسن الظن بالله كثير الاعتماد عليه عظيم الإنابة إليه. ولقد شاهدت من آثار ذلك ما أحكيه. وذلك أن الفرنج خذلهم الله كانوا نازلين ببيت نوبة وهو موضع قريب من القدس الشريف حرسها الله تعالى بينهما بعض مرحلة وكان السلطان بالقدس وقد أقام يزكًا على العدو محيطًا به وقد سير إليهم الجواسيس والمخبرين فتواصلت الأخبار بقوة عزمهم على الصعود إلى القدس ومحاصرته وتركيب القنابل عليه واشتدت مخافة المسلمين بسبب ذلك فاستحضر الأمراء وعرفهم ما قد دهم المسلمين من الشدة وشاورهم في الإقامة بالقدس فأتوا بمجاملة باطنها غير ظاهرها وأصر الجميع على أن لا مصلحة في إقامته بنفسه فإنها مخاطرة بالإسلام وذكروا أنهم يقصدونهم ويخرج هو ﵀ بطائفة من العسكر يكون حول العدو كما كان الحال بعكا ويكون هو ومن معه بصدر منع ميرتهم أو التضييق عليهم ويكونون هم بصدد حفظ البلد والدفع عنه وانفصل مجلس المشورة على ذلك وهو مصر على أن يقيم بنفسه علمًا منه أنه إن لم يقم لم يقم أحد فلما انصرف الأمراء إلى بيوتهم جاء من عندهم خبر أنهم لا يقيمون إلا أن يقيم أخوه
1 / 38