يا شعبي رأيت عائشة وما بد لك إذ رأيتها من صلة. ثم قال لابن أبي فروة: أعط الشعبي عشرة آلاف درهم وعشرين ثوبا. فقتل عنها مصعب فخطبها بشر ابن مروان. وقدم عمر بن عبيد الله بن معمر من الشام فنزل إلى الكوفة، فبلغه أن بشرا خطب عائشة فأرسل إليها: "أنا خير لك من هذا المبسور، وأنا ابن عمك وأحق بك، وإن توجت بك ملأت بيتك خيرا، وملأت حرك أيرا". فبنى بها بالحيرة فمهدت له فرشا سعة عرضها أربع أذرع، فأصبح ليلة بنائها عن تسعة. وكان عمرو غليظا أحمر يحتجم كل سبعة أيام، فأخرجها معه إلى فديك. ولها يقول الشاعر:
أنعم بعيشة عيشا غير ذي رنق ... وانبذ برملة نبذ الجوارب الخلق
وقال آخر:
من يجعل الديباج عدلا للزيق ... أراد الريح، وهو ريح الحميس
بين الحواري وبين الصديق ... فمات عنها فبكته، فعلموا أنها لا تزوج
أنبأنا أحمد قال: أنبأنا أبو الحسن، عن سحيم بن حفص قال: قالت رملة بنت طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي لمولاة عائشة: أريني عائشة متجردة، ولك ألفا درهم. فقالت لمولاتها: إن رملة جعلت لي ألفي درهم إن رأتك متجردة. قالت: فإني أتجرد لها فأعلميها. وتجردت وجعلت تغتسل مدبرة ومقبلة، ورملة تنظر إليها، ثم لبست ثيابها فأعطت رملة مولاتها ألفي درهم ثم قالت: وددت أني أعطيتك أربعة آلاف ولم أرها.
قال أبو الحسن: عن أبي هريرة وطارق بن المبارك قال: قال عمر بن ربيعة لعائشة بنت طلحة يشبب بها:
أصبح القلب في الحبال رهينا ... مقصدا يوم فارق الظاعنينا
لم ير عني إلا الفتاة وإلا ... دمعها في الرداء سحا سنينا
عجلت حمة الفراق علينا ... برحيل ولم تخف أن تبينا
Halaman 72