وكانت سكينة تقول لزوجها زيد بن عمرو بن عثمان: اخرج إلى مكة وأخرج معك أشعب. فيخرجه ويخرج من أرادت، فإذا قضوا حجهم ورجعوا فكانوا في نصف الطريق قالت: يا ابن عثمان، ارجع إلى مكة. فيقول: نعم. فإذا صرفوا الإبل إلة مكة قال لها: يا سكينة ما أستطع أن أخالفك وقد انصرف الناس، فإن رأيت أن تمضي معهم: فتقول: نعم فتمضي معهم يومهم ذلك، ثم تقول: يا ابن عثمان، ارجع! فيقول: نعم. فنفعل ذلك مرارا، ومع هذا مواتاة منها وقرة عين وشفقة ونصيحة، وإنما كان ذلك كله منها مزاحا لتسره ثم ترجع إلى ما يريد. فعتب عليها يوما في بعض الأمر فصارمها وخرج إلى قصر له ماله. قال أشعب: فدعتني ليلة بعد العشاء فقالت: ويلك، هل لك أن تأتي ابن عثمان فتعلم لي علمه أية خرج وأخذ. قلت: لا أستطيع أن أذهب هذه الساعة. قالت: فإني أعطيك ثلاثين دينارا. قلت: ادفعيها إلي. فأعطتني ثم مضيت فانتهيت إلى القصر بعدما هزيع من الليل، وليس على باب القصر أحد، فدخلت الدار فإذا هو بين يديه مصباح، قد نزل عن فرشه وهو ينكت في الأرض، فسمع حسي أو رأى خيالي فقال: إن في الدار إنسانا فانظروا من هو؟ فجاءوني فرأوني فقالوا: شعيب. فدعا بي فقال: ويلك يا شعيب ما قصتك؟ قلت: أرسلتني سكينة. قال: ولم؟ قلت: ذكرت منك ما ذكرت منها فأرسلتني أعلم لها علمك. قال: ويحك، غنني فإن جئتني بما في نفسي فلك حلتي الطبرية فقد أخذتها بثلاثمائة. فغنيته:
Halaman 67