حملته وكأنه ملزوم
قال شريح: من سأل حاجة فقد عرض نفسه على الرق فإن قضاها المسئول استعبده بها وإن رده رجع حرا وهما ذليلان هذا بذل اللؤم وهذا بذل السؤال. وقال سعيد بن العاص: ما رددت أحدا عن حاجة إلا تبينت العز في قفاه والذل في وجهي. وأدخل ابن السماك رجلا إلى الفضل بن الربيع فقال: إن هذا يذل لك ماء وجهه فأكرم وجهك عن رده، وأنشد أبو تمام:
ما ماء كفك إن جادت وإن بخلت
من ماء وجهي إذا أفنيته عوض
وقيل: العجب لمن يشتري العبيد بالأموال ولا يشتري الأحرار بالنوال والأفضال، وقيل: ليس للأحرار ثمن إلا الإكرام فأكرمهم تملكهم.
وسئل خالد بن يزيد ما الجود؟، قال أن تعطي من سألك، فقال ابنه: يا أبت هذا هو كد المسألة إنما الجود أن تعطي من سألك ومن لم يسألك.
وقال محمد بن أبي عمران:
أجرني من ذل السؤال وأعفني
فكل عزيز في السؤال ذليل
وقيل: أهنأ المعروف عاجله، وقال أحدهم: إذا أوليتني نعمة فعجلها فإن النفس مولعة بحب العاجل، وقال مروان بن أبي حفصة:
Halaman tidak diketahui