201

Nawadir Kiram

نوادر الكرام

Genre-genre

شوقا إلى ذاك الحمى

يا عبل ما خلى الهوى

من رسم جسمي علما

والجسم مني قد وهى

والصبر مني انصرما

لما رأيت عبلة

مسيبة سبي الأما

لكن بهذا قد قضى

في حكمه رب السما

فلما سمع عنترة ذلك ظن نفسه في حلم ومال إلى الصوت ميل الآسف الحنون فرأى بجانب نهر أمة سوداء بين يديها غلام شاب تارة يغمض عينيه وطورا يشير بيديه والأمة قاعدة إلى جانبه تبكي وتقبل وجهه حزنا وحنانا، فدنا منها عنترة، وقال: يا أمة الله، ما بال هذا الفتى خامد الأنفاس لا يسمع مقالا ولا يلتفت يمينا ولا شمالا، فقالت له الأمة: والله يا وجه العرب ما كانت هذه حاله وإنما الأيام تأتي بالعجب فقال: ومن يكون هذا الفتى، قالت: عنترة واسم أمه زبيبة، وبينما كان يوما يرعى الجمال إذ رأى فتاة حسناء تدعى عبلة فوقع حبه في قلبها، فهجم على أحيائها يوما الأمير يقظان بن جياش بن مزاحم فقتل أهلها وأخذها سبية له وهو مقيم في ذاك السواري وغادر هذا المسكين هائما حزينا لا يعرف هداه ولا يرى له ناصرا على أعداه، فعجب عنترة من ذي المشابهة وتوارد الأسماء والحوادث ووعدها خيرا، ومضى نحو ذاك الفارس وإذا به يشرب الخمر والجارية لديه تبكي وتنتحب وقد همت أن تلقي نفسها حزنا إلى الأرض وهي تصيح بأعلى صوتها: «لن تنال أيها النذل مني منالا، فوالله لا خنت ابن عمي عنترة ولو قطعتني إربا».

Halaman tidak diketahui