أصابت رصاصة ضابطا روسيا قرب بلدة ميو لجازين فسقط على الأرض جريحا فهجم عليه البروسيين وطعنوه عدة طعنات ووجد جنودنا مكان عينيه فتحتين مملوءتين دما.
ووجد جنودنا قرب قرية سانيكي المجاورة لأوغستوف جثة قوزاقي حرقه الألمانيون حيا، وقال شهود عديدون أنهم شدوا وثاق ذلك القوزاقي وألقوه على الأرض وصبوا عليه زيت البترول وحرقوه. •••
ورأت مدام «لوفة» بضعة عشر جنديا ألمانيا يحيطون زوجها ويضربونه بالخناجر، وقد أبعدوها عنه ولم يدعوها تقترب منه وبعد ساعة خرجت لتعرف ما حل به فرأت جثته في خارج القرية، وقد شنع الألمان به كل التشنيع فكسروا جمجمة رأسه وقطعوا يديه وقلعوا عينيه وجدعوا أنفه. •••
ودخل العدو سنليس بعدما ألحق به الجزائريون خسارة فادحة فاقتص من الأهليين متهما إياهم بأنهم أطلقوا الرصاص على الجنود وحرق شارعين من شوارع المدينة، وقتل أكثر الرهائن التي أخذها وأعدم بضعة عشر شيخا وامرأة وطفلا بينهم رئيس البلدية. •••
فظائع الحرب: ليس أفظع من الحرب سوى ما يقع في الحرب من ضروب المنكرات، والحرب أفظع الفظاعات بيد أننا عمدنا إلى نشر بعض الحوادث المؤثرة ترعيبا لا ترغيبا فيرى القارئ اللبيب أن الحروب خراب على الغالب والمغلوب، فمن تلك الفظائع المنكودة الطالع قتل الأسرى والإجهاز على الجرحى والنهب والسلب وإرهاق الآمنين من غير المحاربين، وقضاء الأوطار والأغراض بالتعدي على الأعراض، والقضاء على الشعائر الإنسانية بسيوف البربرية والوحشية، وقد لا تخلو حرب من مثل بعض هذه السقطات والتلطخ بأوحال المظالم والمنكرات ولكن الحرب العظمى كانت أوسع مجالا للقيل والقال لما تخللها من فظائع الأعمال كما ترى بعضه في سياق الكلام. •••
في باتشاد: حرقوا فيها ثلاثة منازل، وقد أكدت السيدة ماريوس ريته أن الجنود الألمانية ترغم على حمل المشاعل كما ترغم على حمل السلاح. •••
وأخذ الألمان بعض رهائن من قرية فرامبوي بينهم الكاهن الذي ظل في السجن ستة عشر يوما، وقد شهد في أثناء سجنه مقتل ثلاثة من أبناء رعيته، ولما احتج إلى القائد عن هذه الفظائع وعن نهب البلدة قال الجنرال البافاري: «وماذا تريد أن نعمل ونحن في زمن الحرب؟» •••
وفي قرية «ساتسي لابروفين» وقف الألمانيون ثمانين رجلا الساعة التاسعة من مساء يوم، وأرسل الضابط في اليوم التالي ثلاثة منهم إلى مستشفى الصليب الأحمر الألماني فقام بعض الجرحى بأمر الطبيب وتقلدوا بنادقهم ومسدساتهم وهموا بإطلاق النار على هؤلاء المساكين ولكن الجيش الفرنسوي وصل إليهم في تلك الساعة فخلصهم وغنم المستشفى وأسر من فيه. •••
دخل ضابط ألماني على رئيس البلدية المسيو روبر ونهب جواهره وما وجده من النقود في خزينته، وفي مساء ذلك اليوم رأى رئيس البلدية تسعة خواتم نسائية وبضعة أساور في يد جندي ألماني فسأل الجندي عما دعاه إلى ذلك، فقال له إن قوادنا يجزوننا عن كل خاتم وعن كل سوار بأربعة ماركات. •••
ومن الفظائع هاتان الحادثتان:
Halaman tidak diketahui