وإليك ما وقع لدورية بريطانية خرجت من مكانها تحت جنح الظلام في ليلة اشتد حلكها في الميدان الغربي، قال ضابط الدورية يصف ما وقع له : «وكانت الدورية مؤلفة مني ومن جندي وبينما نحن نتقدم صوب الأعداء فوق شقة الحرام إذا أربعة من الألمان قد وثبوا من تحت الأرض كأنهم مردة الجان؛ فخشينا إذا نحن أطلقنا النار عليهم نبهنا الأعداء إلى وجودنا فما كان منا إلا أن عمدنا إلى البوكس، ولقد تمكنت مع رفيقي من أسر اثنين من الأربعة بلكمات قوية أما رفيقاهما فإنهما أركنا إلى الفرار بعدما شاهدا ما حل بهما - قال الضابط: ولم تستغرق هذه المعركة أكثر من دقيقتين فهي أقصر المعارك التي عرفتها.» •••
ما أطول اسمه: سأل الجاويش الإسكتلندي البريطاني ضابطا ألمانيا عن اسمه بعدما استؤسر ليكتب اسمه في قائمة الأسرى: ما هو اسمك يا هذا؟ الأسير الضابط: اسمي الهراوبر ليوتنان كونت هنريج جوهان أرنست فردريك فون ديتو ألرايند سيجمار نغن، شوارتزلد الجاويش: سيكون اسمك من الآن فصاعدا فون فرتز فيجب ألا تنسى ذلك. •••
كان شاويش يدرب جنودا في ساحة التمرين فأمرهم أن يرفع كل منهم رجله اليمنى؛ فأطاعوا إلا واحدا رفع رجله اليسرى، ولما نظر الشاويش إلى أرجلهم جميعا وجد رجلين بجانب بعضهما مرفوعتين؛ فصاح غاضبا: من هذا الملعون الذي لم يطعني ورفع رجليه الاثنين؟ •••
لما زار الإمبراطور غليوم القدس زيارته المشهورة وألقى خطبه الرنانة التي ادعى فيها أنه حامي حمى الإسلام لجأ المسلمون إلى نبوءة قديمة عندهم وهي أن الرجل الذي يحرر أورشليم يدخل إليها ماشيا ويكون اسمه مشتملا على اسم الله والنبي، وهم يعتقدون اليوم أن هذه النبوءة تمت، وأن القائد اللنبي هو الرجل المقصود بالنبوءة فقد حرر أورشليم ودخلها على قدميه، واسمه جامع اسم الله واسم النبي إذا رد إلى اللغة العربية وقسم إلى شطرين. •••
في جوف الأرض: كتب المكاتب الإنكليزي الحربي المستر فيليب جبس يقول: لقد أخذت الحرب في الميدان الغربي شكلا غريبا فقد دخل جانب كبير منه في أنفاق تحت طبقات التراب والصخور، فنقرت الجنود سراديب طويلة على عمق 60 قدما يسير فيها الإنسان ساعات كثيرة، أخذني أحد الضباط الأستراليين لأتفرج عليها، وعلمت منه أن القتال الذي كان الجنود يشتبكون فيه على سطح الأرض اشتبكوا فيه أيضا في هذه السراديب فكان جنودنا يدفعون جنود الأعداء أمامهم؛ فيفرون فرار الأرانب من وكر إلى وكر في الغرف المنقورة في السراديب في صخور طباشيرية، وكثيرا ما كانوا ينسفون السراديب فيموت فيها خلق كثير، وبينما أنا أنتقل معه في هذه السراديب شعرت بحرارة ساخنة وشممت رائحة طبخ؛ فاستفهمت عن ذلك فعلمت من رفيقي أننا مجاورون لمطبخ يهيئ الطعام للجنود المقيمين في السراديب، وقد شاهدت غرفا للمنامة وغرفا للبس وغرفا للاستحمام وهي كلها متقنة الصنع نظيفة مرتبة. •••
هذه طريقة من الطرق التي قضت على حرب الغواصات الألمانية وجعلتها أقل عزما وجرأة يوما فيوما على إغراق السفن التجارية وبواخر الركاب وأقل نفعا في مهمتها والتمادي في القرصنة، وتحرير الخبر أن غواصة بريطانية اهتدت إلى مكان اختبأت فيه غواصة عدائية تحت سطح البحر ففاجأتها بطوربيد، ثم غطست تحت الماء وانتظرت برهة وصعدت إلى سطح الماء لترى نتيجة عملها فإذا الزيت عائما على الماء وبحاران ألمانيان يعومان ويجاهدان، فاقتربت الغواصة منهما ونشلتهما من الماء وهما لا يصدقان بالنجاة وقصا على ربان الغواصة البريطانية ما جرى لغواصتهما، فقالا إن الطوربيد أصابها عند أسفل برجها فقلبها رأسا على عقب وهبطت إلى قعر البحر في الحال وكان من جراء عظم الانفجار أن قوة البارود دفعتهما من فوهة البرج فكان ذلك سببا في نجاتهما. •••
جريح في القماط: نشرت الصحف صورة طفل صغير عمره يومان فقط أصيب في جنبه الأيمن بشظايا قنبلة ألمانية في إحدى الإغارات الجوية على دنكرك، وكان ذلك المسكين لا يزال في القماط في حضن والدته الحزينة في بيت الأمومة الذي استبسل الطيارون الألمان بقذف القنابل عليه على أفظع أسلوب. •••
الأمير مكس بوربون بارم وأخوه الأمير ألكس كلاهما متطوعان في الجيش البلجيكي؛ الأول برتبة كبتن، والثاني برتبة ملازم، وقد صورتهما الصحف، على أن ذلك لم يكن سببا في إدراج صورتهما؛ فإن كثيرين من الأشراف والأمراء متطوعون في جيوش دولهم فالأمر ليس بغريب ولا هو بجديد، ولكن السبب الموجب لنشر الصور هو كون هذين الأميرين المتطوعين في الجيش البلجيكي هما شقيقا إمبراطور النمسا. •••
أمانة الحيوان لبني آدم: إنه في اثناء هجوم الإنكليز الأخير في ميدان الأيبر عثر ضابط من ضباط فرقة المدافع الرشاشة في الخط الأمامي الزاحف على حصان واقف لا يبدي حراكا وإلى جانبه جثة ضابط هو صاحب الحصان فأرسل الخبر إلى ضابط الطبجية الذي نقل الخبر إلى مصور صوره، قال ضابط الطبجية: وقد أسرعت إلى المكان المعين فوجدت الحصان واقفا يأبى مفارقة سيده الذي صرع وسقط عن ظهره فما أعظم أمانة الحيوان لبني آدم. •••
القرد والراية: كان ضابط من ضباط المشاة في الجيش الإيطالي قد أتى بقرد صغير معه من أفريقيا ينتمي إلى طائفة من القرود مشهورة بأنها سريعة الإدراك سريعة الفهم تدجن وتألف، وعلم الضابط قرده أن يلعب ألعابا وبرع القرد فيها، فلما نشبت الحرب تطوع الضابط في فرقته واصطحب قرده إلى المعسكر فأحبه الضباط جميعا فكان أليفهم وموضع سلوتهم ولهوهم، واتفق أن مقام الضابط صار في خندق بنجد الكرسو فأقام القرد معه في خندقه وتدرب على حمل الرسائل من مكان إلى مكان وعلموه أيضا أن يمقت الراية النمسوية ذات الألوان الصفراء والسوداء التي كان الأعداء قد رفعوها فوق خنادقهم على بعد مائة يرد فوق خنادق الإيطاليين، وحاول الإيطاليون مرارا أن يرموا تلك الراية برصاص بنادق فخابوا وفشلوا وبقيت تلوح في الهواء صلفا وعجرفة فتزيدهم سخطا وعجرفة وخنقا، وكان القرد يراقب حركات الضباط الإيطاليين وسكناتهم؛ فأدرك ما يضمرونه لأعدائهم وفهم مرادهم من الراية فانسل ذات يوم من الخندق مارا فوق شقة الحياد التي لا يستطيع أحد الدنو منها، وما انفك يتلصص حتى بلغ خنادق الأعداء زاحفا تحت الأسلاك الشائكة، واقترب من مكان الراية النمسوية المنصوبة، فجذبها بيده وأطلق ساقيه للريح قافلا بغنيمة فائزا منصورا، وتنبه النمسويون لحيلة القرد ولكن بعدما سبق السيف العذل، ورأوه يعدو بالراية ناهبا الأرض نهبا فرموه بالرصاص ولكن على غير جدوى وصل القرد سليما والراية بين يديه ودفعها إلى سيده بين هتاف الجنود وإعجابهم ببسالته وحذقه وصدق إخلاصه. •••
Halaman tidak diketahui