الكنوز في قعر البحر: لم تنشب الحرب العظمى وتبدأ غواصات الألمان تغرق السفن والبواخر التجارية فتذهب بما فيها من تحف وطرف وأصفر رنان إلى قعر البحر، حتى تألفت شركات أمريكية كبيرة للسعي في التقاط ما يعثر عليه في قعر البحر من الأشياء الثمينة كالذهب والفضة والمعادن على اختلافها سواء كانت نقودا أو بضائع تجارية أو معدات حربية، وقد اغتر الأمريكيون بما رأوه من كثرة ما غرق من البواخر التي كانت آتية إلى أمريكا وهم يعلمون أن منها ما كان يحمل مقادير وافرة من النقود ولا غرو فقد روت إحدى الصحف الفرنسوية عن مصدر يوثق به أن باخرة واحدة نقلت في دفعة واحدة مائتين وثلاثين مليونا من الفرنكات أي نحو 9200000 جنيه، واقتضى لنقلها عند وصولها إلى نيويورك 65 أوتومبيلا كبيرا، ويؤكد أصحاب هذه الشركات الجديدة أن قيمة ما ابتلعه البحر من الأموال الذهب العين من أول نشوب الحرب حتى عقد عقد الصلح بخمسمائة مليون جنيه، والله أعلم. •••
كان الجيش الفرنسوي يستخدم أجراس الكنائس التي تهدمت أبراجها وسقطت للانتفاع بها في ساحات القتال؛ ذلك أنهم ينصبونها في النقط الأمامية من خطوطهم ويقوم جنود بحراستها فإذا أطلق الأعداء غازاتهم الخانقة أو ظهر أنهم ينوون أن يهجموا على مواقع الفرنسويين أسرع الجنود القائمون بحراسة الأجراس إلى قرعها لتنبيه الجيش فيستعد لملاقاته. •••
بينما كان ضابط فرنسوي يستطلع من بالون مقيد مواقع الأعداء هبت عاصفة شديدة اقتلعت البالون من مرساه وجعلت الريح تقذف بالبالون إلى مواقع الأعداء؛ فبادر الضابط الفرنسوي إلى مظلة البراشوت، وأمسك بها ووثب من البالون مخاطرا بحياته لكيلا يقع في أسر أعدائه، ولحسن حظه نزل به البراشوت في الحدود الفرنسوية سليما من كل أذى. •••
قال بوليس لعربجي سق يا أوسطى وإلا أخذت نمرتك، قال له العربجي: وأنا أيضا آخذ نمرتك، قال له: لا تعرف تقرأ النمر ولا أخبار الحرب، فقال العربجي: إن نمرتك حلقتين ورجل غراب، فضحك الحاضرون وكانت نمرة البوليس 355، فقال البوليس: ونمرتك نبوت وحلقتين وكانت 155. •••
جرت حادثة مع طيار فرنسوي نال من أجلها وسام البسالة ونوه باسمه في البلاغات الرسمية، وتحرير الخبر أنه بينما كان طائرا للاستطلاع توغل في بحر من الضباب ولم يعد يعلم وجهة سيره فاضطر إلى النزول في منطقة الأعداء خطأ؛ فأسرع إليه ضابط ألماني وأمره بالبقاء في طيارته بدلا من أن يعتقله، ثم صعد (أي الضابط) إلى الطيارة وصوب غدارته إلى ظهر الطيار الفرنسوي وأمره بالطيران فوق خط الجيش الفرنسوي قاصدا بذلك الاستطلاع؛ فأطاع الطيار صاغرا، وحول وجهة طيارته فوق منطقة الجيش الفرنسوي وخطرت له حينئذ حيلة شيطانية يتخلص بها من ضيفه الألماني الثقيل الذي كان جالسا وراءه يراقب مواقع الفرنسويين، أما الذي خطر على بال الطيار فهو جعل الطيارة تقلب رأسا على عقب في الهواء وكان الطيار رابطا حوله أربطة تمنعه عن السقوط فلما قلب الطيارة فجأة سقط الضابط الألماني من موضعه في الطيارة وكان سقوطه عظيما وسببا في دهشة الفرنسويين الذين وجدوه هابطا عليهم من الفضاء. •••
كانت إحدى فرق الجيش الفرنسوي تتمرن على القتال في بعض القرى البعيدة عن المدينة فطلب القائد أن يشتري بيضا لفطور الجنود فساوم إحدى القرويات لمشترى 1500 بيضة فداخلها الطمع وطلبت ثمن البيضة نصف فرنك؛ فحنق القائد من طمعها وأراد أن ينتقم منها، فقال: «لها حسنا اسلقيها وسأعود آخذها.» فسلقتها ولكن عبثا انتظرت. •••
المراقبة (أو قلم المراقبة): من مبتكرات هذه الحرب الحديثة مصلحة من مصالح الحكومة تنشئها لملاحظة المخطوطات والمطبوعات الصادرة والواردة، ولمنع ما يرد فيها من الأقوال التي لا تلائم أحوال البلاد السياسية والحربية والمراقبة المصرية تراقب الصحف الواردة من الخارج؛ فتنزع منها الأجزاء الممنوعة أو تمنع تك الصحف بتاتا من دخول القطر المصري وتراقب أيضا المكاتب والرسائل الصادرة والواردة؛ فيفضها موظفو قلم «الرقيب» وتختم ثانية بختمه، ويطلع الرقيب على كل كلمة في كل سطر من سطور المجلات والصحف العربية والإفرنجية التي تصدر في القطر المصري وذلك قبل طبعها وإطلاع الجمهور عليها. •••
في 4 مارس 1916 أبصر طراد بريطاني غواصة ألمانية «رقم 8» بالقرب من دوفر فأطلق عليها قنابل مدافعه فأغرقها، ولكنه أنزل زوارقه إلى الماء وبادر إلى إنقاذ جميع بحارة الغواصة، وهذه شهامة حربية تذكر للإنكليز بالشكر والثناء. •••
حدثت في القاهرة حادثة مؤثرة تدل على ما تحلى به الإنكليز من مكارم الأخلاق؛ ذلك أن الناس رأوا ضابطا إنكليزيا ومعه رجل شرقي لطيف المنظر يلبس طربوشا، وقد وقف الاثنان في دكان أحد تجار الجراموفون، وهما يسألان عن أسطوانات تركية، ولما لم يجدا ضالتهما بدت عليهما علامة الكآبة والكدر، وبعد البحث علم أن الرجل الشرقي إنما هو ضابط تركي من أسرى المعادي بضواحي مصر قد جاء الضابط الإنكليزي به إلى تلك الدكان ليشتري له وللأسرى أسطوانات تركية يسرون بها عن أنفسهم من مرارة الأسر ويأنسون بسماع أنغامها الشجية. •••
بنات السرب: تطوعت فتاة سربية للحرب مع الحلفاء فضموها إلى فرقة «كوميتاجي» في سلانيك، وجعلوها ديدبانا تحرس خيام المعسكر، وفرقة الكوميتاجي فرقة غير نظامية مؤلفة من بنات ونساء وصبيان يتطوعون للقيام بالأعمال العسكرية البسيطة السهلة ولكنهم يتعرضون للخطر في مواقف كثيرة ويتحملون المشاق والمصاعب التي يصادفونها بجأش رابط وثبات عجيب، وقد ساعدت فرقة الكوميتاجي هذه الجيش السربي في أثناء تقهقره من سربيا مساعدة عظيمة القيمة جزيلة النفع. •••
Halaman tidak diketahui