العادة عند المسيحيين أن يصوروا القديسين وحول رءوسهم هالات من الأشعة رمزا للقداسة والطهارة، وقد صور مصور إنكليزي هزلي صورة ولهلم الإمبراطور وفون تربتنز وزير البحرية وتسبلين مخترع البالون بهيئة قديسين وحول رءوسهم حبال رمزا إلى أنهم سيصعدون إلى السماء ب «حبال المشنقة». •••
السفر في الطيارات: قالت جريدة «الطان» في 13 نوفمبر سنة 1916 إن المسيو إميل فندرفلو زعيم حزب الاشتراكيين، وأحد الوزراء البلجيكيين قرر السفر إلى الهافر على ظهر باخرة إنكليزية لحضور مجلس الوزراء الذي تقرر عقده فيها في اليوم التالي ولكن الباخرة الإنكليزية تأجل سفرها لأسباب مجهولة فأسرع الوزير إلى محلة الطيران في دوفر وطلب أن يسافر بطريق الجو، فأتت طيارة بريطانية وأخذته من فوكستون، وبعد نصف ساعة أنزلته في كاله فسلم البريد الملكي الذي كان يحمله إلى أناس من حاشية الملك، واستأنف سيره إلى الهافر حيث حضر مجلس الوزراء، وهذه أول مرة على ما نذكر اضطر فيها وزير من وزراء الدول إلى ركوب الطيارات لأسباب سياسية توجب الإسراع. •••
ألف ريال ثمن أكلة: أولمت وليمة بفندق «كومودور» بنيويورك فرضوا على كل من يشترك فيها أن يدفع ألف دولار مقدما وقدموا لمن اشترك فيها صنفا واحدا من الطعام فقط ومعه قدر من الكاكاو، وقد كلفت هذه الوليمة القائمين بها فرنكا واحدا عن كل مدعو، وكان الغرض من هذه الوليمة الذي خطب فيها الجنرال «برشنج» القائد الأمريكي الشهير والمستر «لين» وزير داخلية الولايات المتحدة السابق والمستر «هربرت هوفر» أن يجمعوا ما يزيد عن مصروفات الحفلة ويرسلوه إلى جمعية المواساة بأوروبا لتقديم الطعام لمدة سنة إلى مائة طفل من أيتام الحرب. •••
قصاصة ورق: لم يبق أحد في العالمين إلا سمع بحكاية قصاصة الورق هذه وقرأ عنها، والمراد منها صورة المعاهدة التي كفلت بها إنكلترا وفرنسا وألمانيا (وكانت حينئذ بروسيا) استقلال البلجيك وحيادها، وقد سماها وزير الإمبراطورية الألمانية قصاصة ورق فذهبت هذه التسمية مذهب المثل، وإذا كان شرف أمة ما قائما بمحافظتها على عهودها ومواثيقها، وكانت لا تحفل بهذه العهود والمواثيق فلا حق لها بعد ذلك أن تتبجح بدعاوي الشرف. •••
قص ضابط بريطاني واقعة حال جرت في أفريقيا الشرقية قال: «خرجنا بفرقة من الجنود الوطنيين لنقطع خط الرجعة على جيش من الألمان ورأينا أن نقطع المسافة بالأوتومبيلات في وسط غابة اشتهرت بكثرة الوحوش الكاسرة فيها، فما عتمنا أن توسطنا الغابة حتى هجم علينا ثور كبير من نوع الكركدن فاعترض الأوتومبيل الأول، فمال من طريقه وتملص منه إلا أن أوتومبيلنا لم يخلص من شره؛ فنطحه بقرنه وقلبه بمن فيه فقتل أربعة من الجنود الوطنيين فأطلقنا الرصاص عليه ولكن على غير جدوى، ثم هجمنا عليه بالحراب مع من جاء لنجدتنا في الأوتومبيلات التي معنا وأجهزنا عليه وكان عددنا خمسين رجلا.» •••
عبور الأتراك لقناة السويس: بينما كان الحراس البريطانيون قائمين على حراستهم في الهزيع الأخير من ليل 2-3 فبراير سنة 1915 تبينوا أشباحا كثيرة تتقدم نحوهم فأدركوا أنها قوة العدو؛ فأطلقوا النار من بنادقهم علامة للقوات البريطانية المرابطة على الضفة الغربية بدنو العدو، فأخذت القوات البريطانية تطلق النار وبعد مدة قصيرة شوهدت تلك الأشباح نازلة في منحدر الضفة الشرقية، ولم تلبث أن شرعت في إجابة القوات البريطانية على نارها فصارت ضفتا القنال في ذلك المكان شعلة من النار، وكانت تصدر في هذه المدة ضجة عظيمة من العدو، ثم شوهد بعض رجاله يزحلقون الزورق الأول على منحدر الضفة وبعد قليل سمع صوت سقوطه في الماء، ثم الزورق الثاني والثالث والرابع.
واشتركت المدفعية المصرية ومدفعية التريتوريال في المعمعة أيضا، وأصيب مقدم الزورق الأول بقنبلة شرابنل فبرته ومزقت الجنود الذين كانوا راكبين فيه وأطارت أشلاءهم في الهواء وغرق الزورق في الحال، ثم اندفع الزورق الثاني والثالث من الشاطئ فانهالت عليهما القنابل والرصاص فخرقتهما وطبقت جوانبهما فانقلبا وغرقا وقتل معظم الجنود الذين كانوا فيهما وغرق بعضهم ونجا قليلون قانعين من الغنيمة بالإياب، وأصاب سائر الزوارق ما أصاب الثلاثة الأولى إلا زورقين لم يكونا قد أنزلا إلى الماء. •••
حمير تندوس: خطر لجنود الحلفاء في شبه جزيرة غليبولي أن يخدعوا الأتراك المرابطين في خنادقهم خدعة يستدرجونهم بها إلى الجلاء عن مواقعهم فعمدوا إلى جمع عانة من حمير تندوس علقوا في رقابها فوانيس وساقوها ليلا نحو المعسكر العثماني فظن من في المعسكر أن قوة كبيرة من العدو هجمت عليهم، فأسرعوا إلى الجلاء عن مواقعهم تاركين الحمير تسرح وتمرح إلى أن زحفت الجنود من بعدها والحرب خدعة، وقد انفردت جريدة الأخبار المصرية بكتابة شيء عن الحمير في الحرب على ذكر حمير تندوس (عدد 24، 6 مايو سنة 1915) ومن قولها على ذكر غنى الدراجات ونحوها عن الخيل والبغال، ومهما يكن من الأمر، فلا ريب أن الخيل والبغال وحمير تندوس أيضا ستبقى عونا للإنسان في حروبه ما دامت الحروب تجري في بلاد جبلية وعرة المسالك. •••
رجل نحس ولكنه لا يموت: يندر أن ينجو رجل من الغرق ثلاث مرات في أحوال متماثلة كما نجا الخواجا طونر، وتحرير الخبر أن طونر هذا كان وفادا في البارجة تيتانيك حين غرقت سنة 1912 باصطدامها بجبل الجليد؛ فسبح وعام وأبى أن يغرق مع من غرق وقتئذ، وبعد أن نجا وعاد إلى بلاده استخدم وقادا في البارجة «أمبريس أوف إيرلند» فما مضى عليه فيها سنة حتى اصطدمت بباخرة فحم وغرقت بعدد كبير من ركابها ولكن الخواجا طونر عرف كيف ينجو بنفسه، فتقاذفته الأمواج حتى ألقته على الشاطئ، ولم يتعظ الرجل ولم يمتنع أصحاب البواخر عن استخدامه تشاؤما، فاستخدم ثالثة في اللوزيتانيا التي أغرقها الألمان في الحرب، وطبعا رافقه النحس وكان من أمر غرق الباخرة ما عرفه كل إنسان على أن الخواجا طونر نجا من الغرق ثالثة، وقد تناقلت الصحف الأوروبية حكايته ونشرت صورته أعظم الجرائد. •••
هذه حادثة جرت في أثناء هجوم البريطانيين على بلدة لوس واسترجاعها من يد الألمان وتفصيلها أنه «استتر قائد أورطة بريطانية مع رجال الإشارات في منزل متين في لوس ليحتموا فيه من قنابل الألمان، ولكنهم دهشوا لما أخذ الجو يمطرهم وابلا من القذائف، وبعد البحث وجدوا في بدرون (قبو) ذلك المنزل ضابط مدفعية ألمانية معه تلفون يدير به رماية بطارية ألمانية منصوبة على بعد أميال، وكان هذا الضابط الشجاع قد بقي في مكانه مع أن البريطانيين احتلوا تلك الجهة، ولما علم أن ضابطا بريطانيا كبيرا موجودا في الجوار أمر البطاريات الألمانية البعيدة بأن تقذف قنابلها هناك .» وهذه الحادثة مثال عظيم للأمانة في الأعمال العسكرية. •••
Halaman tidak diketahui