324

Nawadir Cinta

نوادر العشاق

Genre-genre

وسارت إلى الأرض السماوة عيرها

خليلي إني قد غشيت من البكا

فهل عند غيري عبرة أستعيرها

فقلت له: يا عتبة، إني وردت بمال جزيل أريد به ستر أهل المروءة، لأبذلنه أمامك حتى تبلغ رضاك وفوق الرضا، فقم بنا إلى مجلس الأنصار، فقمنا حتى أشرفنا على ملئهم، فسلمت عليهم، فأحسنوا الرد، ثم قلت: أيها الملأ، ما تقولون في عتبة وأبيه؟ قالوا: من سادات العرب، قلت: اعلموا أنه رمي بداهية الهوى، فأريد منكم المساعدة إلى السماوة، فقالوا: سمعا وطاعة، فركبنا وركب القوم معنا حتى أشرفنا على مكان بني سليم، فعلم الغطريف بمكاننا فخرج مبادرا واستقبلنا وقال: حييتم يا كرام، فقلنا له: وأنت حييت، إنا لك أضياف، فقال: نزلتم بأكرم منزل رحب، فنزل ثم نادى: يا معشر العبيد انزلوا، فنزلت العبيد وفرشت الأنطاع والنمارق وذبحت النعم والغنم، فقلنا: نحن لا نذوق طعامك حتى تقضي لنا حاجتنا، قال: وما حاجتكم؟ قلنا: نخطب ابنتك الكريمة لعتبة بن الحباب بن المنذر العالي الفخر الطيب العنصر، فقال: يا إخواني، إن التي تخطبونها أمرها لنفسها وأنا أدخل وأخبرها، ثم نهض مغضبا ودخل إلى ريا، فقالت: يا أبت، ما لي أرى الغضب بائنا عليك، فقال: ورد علي قوم من الأنصار يخطبونك مني، فقالت: سادات كرام استغفر لهم النبي عليه السلام، فلمن الخطبة فيهم؟ فقال لها: لفتى يعرف بعتبة بن الحباب، قالت: سمعت عن عتبة هذا أنه يفي بما وعد ويدرك ما طلب، فقال: أقسمت لا أزوجك به أبدا، فقد نمى إلي بعض حديثك معه، قالت: ما كان ذلك، ولكن أقسمت أن الأنصار لا يردون مردا قبيحا فأحسن لهم الرد، قال: بأي شيء؟ قالت: أغلظ عليهم المهر فإنهم يرجعون، قال: ما أحسن ما قلت، ثم خرج مبادرا فقال: إن فتاة الحي قد أجابت ولكن تريد لها مهرا لائقا بها، فمن القائم به؟ فقلت: أنا، قال: أريد لها مهرا ألف أسوار من الذهب الأحمر وخمسة آلاف درهم من ضرب هجر ومائة ثوب من الأبراد وخمسة أكرسة من العنبر، فهل أجبت؟ فقلت: أجبت، وأنفذت نفرا من الأنصار إلى المدينة المنورة فأتوا بجميع ما ضمنه، وذبحت النعم والغنم واجتمع الناس لأكل الطعام، فأقمنا على هذه الحال أربعين يوما، ثم قال: خذوا فتاتكم فحملناها على هودج وجهزها بثلاثين راحلة من التحف، ثم ودعنا وانصرف، وسرنا حتى بقي بيننا وبين المدينة المنورة مرحلة ثم خرجت علينا خيل تريد الغارة فحمل عليها عتبة بن الحباب فقتل عدة رجال وانحرف وبه طعنة ثم سقط إلى الأرض، وأتتنا النصرة من سكان تلك الأرض فطردوا عنا الخيل وقد قضى عتبة نحبه، فقلنا: واعتباه، فسمعت الجارية ذلك فألقت نفسها على الناقة وانكبت عليه صائحة نائحة وأنشدت تقول هذه الأبيات:

تصبرت لا أني صبرت وإنما

أعلل نفسي أنها بك لاحقه

ولو أنصفت روحي لكانت إلى الردى

أمامك من دون البرية سابقه

فما أحد بعدي وبعدك منصف

خليلا ولا نفس لنفسي موافقه

Halaman tidak diketahui