همومي ولكن المحب صبور
فصبرا على ريب الزمان وجوره
لعل صروف الدائرات تدور
فلما بلغت قيسا تلك الرقعة كتب إليها يقول: من قيس بن الملوح الهائم الوامق إلى سيدة الملاح وكوكب الصباح ليلى العامرية، ورد إلي كتابك أيتها الحبيبة فقرأته طربا بعابق شذاك وأنا لم أزل في هذه القفار أهيم مع الوحوش والغزلان وحيدا ذليلا أقاسي الضر والأحزان حتى صرت نحيلا كالخيال من شوقي، وكادت تقضي على تباريح الهوى والسلام.
فلما بلغ ليلى حال قيس وما يلقاه على النوى حزنت عليه وبكت من شدة الالتياع.
لقاء زوج ليلى بقيس بن الملوح
لما زاد وجد ليلى بقيس بن الملوح وهاجت لذلك آلامها صارت تبدي لزوجها صدا وإعراضا، فعجب زوجها لذلك وسأل فعلم كنه الأمر وأن قيسا يهواها وتهواه وهو هائم لأجلها في واسع الفلاة ينشد فيها الأشعار ويأنس بالظباء الساريات في القفار، فاشتاق إلى رؤية قيس ومنادمته ومال إلى معرفته، فخرج يوما للصيد فلقيه وهو في روضة خضراء ينظر في بعض الغزلان، فتقدم زوج ليلى وسلم عليه وأنشد يقول:
ومن عجب جنونك في فتاة
مزوجة سواك ولن تراها
أيا مجنون كم تهوى بليلى
Halaman tidak diketahui