إذا وطنت يوما لها النفس ذلت
وانصرفا، فما استقر بهما المقام إلا وجارية تقول: أجب المرأة التي كلمتك، فلما جاء كعب إليها قالت: أنت المجيب؟ قال: نعم، قالت: فما أقصر جوابك، قال: لم يحضرني غيره، فقالت: لم يخلق الله أحب إلي من الذي معك، فقال: علي أن أحضره إليك، فقالت: هيهات فضمنه الليلة القابلة فرآه في منزله فأخبره بالقصة كالمكاشف وقال: لقد ضمنت لها حضورك الليلة القابلة، فلما كان الوقت مضيا فإذا بالمجلس قد طيب وفرش فجلس مالك وجلست سعدى أمامه فتعاتبا، فأنشدته أبيات عبد الله بن الدمينة:
وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني
وأشمت بي من كان فيك يلوم
وأبرزتني للناس ثم تركتني
لها عرضا أرمى وأنت سليم
فلو أن قولا يكلم الجسم قد بدا
بجسمي من قول الوشاة كلوم
فأجابها:
غدرت ولم أغدر وخنت ولم أخن
Halaman tidak diketahui