Natijah Fikiran dalam Nahwu

Abu al-Qasim al-Suhayli d. 581 AH
202

Natijah Fikiran dalam Nahwu

نتائج الفكر في النحو للسهيلي

Penerbit

دار الكتب العلمية

Lokasi Penerbit

بيروت

وهذه علة امتناع الجمع فيه، لأنك لو جمعنه كان جمعًا لواحد من لفظه، ولا يؤكده معنى الجمع إلا بجمع لا ينحل إلى الواحد. وسنبين بعد هذا أن " أجمعين " و" أكتعين " لا واحد له من " لفظه، وإن شئت قلت: إن أجمع فيه معنى " كل "، و" كل " لا يثنى ولا يجمع، إنما يثنى الضمير الذي يضاف إليه كل. وأما قولهم في تأنيثه: جمعاء ولم يقولوا: جمعى،، كما يقولون في تأنيث " الأكبر " الكبرى، " والأصغر ": الصغرى، إذا كان فيه الألف واللام، أو كان مضافًا فلأنه أقرب إلى باب " أحمر " و" حمراء " منه إلى باب " الأفعل " و" الفعلى "، لأنه لا يدخله الألف واللام. ولا يضاف إضافة مصرحًا بها في اللفظ، فكان أقرب إلى باب " أفعل، الذي مؤنثه " فعلاء "، وإن كان قد يخالف أيضًا من وجوه، ولكنه أشبه به. فإن قيل: كيف قلتم إنه لا يجمع، وأنتم تقولون: جاء الزيدون أجمعون، وهل " أجمعون " إلا كقولك " الأكرمون " جمع أكرم؟ وقلتم: إنه أقرب إلى باب " أحمر وحمراء " والعرب لا تقول: الأحمرون والأصفرون، وإنما تقول: الحمر والصفر؟ والجواب: ما تقدم من أن (أجمعين) ليس جمعًا لأجمع، ولا له واحد من لفظه، وإنما هو بمنزلة قولك: الياسمين، وبمنزلة قولك: أبَينُون تصغير أبناء. فهذا جمع مسلم وليس له واحد من لفظه. ولو كان واحد " أجمعين " أجمع، لما قالوا في مؤنثه جمع، لأن " فعل " - بفتح العين - لا يكون واحده فعلًا، وجمعاء التي هي مؤنث أجمع ولو جمعت لقيل: جمعاوات أو " جمع " - على وزن حُمْر - وأما فعل فإنما هو جمع لفعلي، بضم الفاء. وإنما جاء أجمعون بناء على " الأكرمون " و" الأرذلون "، لأنه طرفًا من معنى التفضيل كما في الأكرمين والأرذلين، وذلك أن الجموع تختلف مقاديرها فإذا كثر العدد احتيج إلى كثرة التوكيد، حرصًا على التحقيق ورفع المجاز، فإذا قلت: جاء القوم كلهم، وكان العدد كثيرًا، توهم أنه قد شذ منهم البعض فاحتيج إلى توكيد أبلغ من الأول، وهو أجمعون وأكتعون، فمن حيث كان أبلغ من التوكيد الذي قبله، دخله

1 / 225