وكتب إليه في أول نوفمبر: «صار لوسيين قومسيرا في جيش الرين ... قبل عني امرأتك ودزيريه.»
وكتب إليه في 9 منه: «إن العيلة لا تحتاج إلى شيء؛ فقد أرسلت إليها نقودا وأرواقا مالية ... إلخ.»
وكتب إليه في 17 منه: «يحتمل أن أطلب العيلة إلى هنا ... زدني من أخبارك وأخبار قرينتك وأوجيني ... وإني لا أشعر بوحشة إلا من بعدك، فإذا لم تكن امرأتك حبلى فتعال بلا إبطاء إلى باريس لتقضي فيها حينا من الزمن.»
وكتب إليه في 31 ديسمبر: «لا يأخذنك شيء من القلق على العيلة فإنها حاصلة على كل شيء ... وصل جيروم إلى باريس، وسأدخله في إحدى المدارس الموافقة له، وأنت ستصير قنصلا في وقت قريب فلا يحق لك أن تقلق، وإذا تولاك الملل في جنوى فتعال إلى باريس حيث تجد مائدة ومركبة رهن إشارتك، وإذا كنت لا تود أن تكون قنصلا أمكنك أن تختار هنا الوظيفة التي توافقك.»
وكتب إليه في 11 يناير: «إن كثرة أشغالي وأهمية الأمور التي تشغلني تمنعني من مواصلة الكتابة إليك، أنا سعيد ومسرور، وأما العيلة فقد أرسلت إليها ما قيمته 50 إلى 60 ألف فرنك من نقود وأوراق وغيرها، فلا يشغل أمرها فكرك، وأما أخونا لويس فهو ياور لي وأنا مسرور جدا منه، ومارمون وجونو ياوران أيضا، وجيروم يتعلم في المدرسة اللغة اللاتينية والحساب والرسم والموسيقى ... إلخ، وأنا لا أرى أقل مانع لزواج الشقيقة إذا كان الطالب غنيا.»
فأنت ترى أن نابوليون هو هو مع أهله، لم يغير اليسر ما ظهر من أخلاقه وعواطفه أيام العسر.
الفصل الخامس
هيام نابوليون بجوزفين
على أنه إذا كان نابوليون لم يغير سلوكه مع أهله بعد ذاك الفوز الباهر فإن منصبه كان يضطره إلى الظهور في مظهر الأبهة في المجالس، فكنت تراه يدخل الردهات دخول الظافر المعتز لا دخول الجنرال الوضيع المعوز كما رأيناه، وكان بحكم منصبه يقابل كثيرا أعضاء الحكومة، فيكرمون وفادته ويلقبونه تحببا ب «جنرالنا الصغير».
ولم ينقطع الجنرال نابوليون عن زيارة «صالون» السيدة تاليان وهناك كان يجد نخبة من السيدات والرجال، وهناك عرف جوزفين دي بومارشيه وعشقها أشد عشق. قال مارمون: «إن هذا أول عشق داخل قلب نابوليون على ما يظهر، وكان عمر نابوليون لا يزيد حينئذ عن سبع وعشرين سنة وعمر جوزفين يبلغ اثنتين وثلاثين، على أن فقدها لنضارة الشباب لم يحل دون تملكها لقلبه»، والظاهر من أقوال أخرى أن مارمون جار على جوزفين في حكمه؛ لأنها لم تكن محرومة من نضارة الشباب بالقدر الذي يدل عليه كلام مارمون، وإذا كان جمالها لا يضارع جمال مدام تاليان، فإنه كان كافيا لاجتذاب قلب لم يعرف الغرام كقلب نابوليون.
Halaman tidak diketahui