والتجافي عَن الذُّنُوب والكتمان للأسرار
وإياكما أَن تحدثا أنفسكما أَن تنتظرا مقارضة مِمَّن أحسنتما إِلَيْهِ وأنعمتما عَلَيْهِ فَإِن انْتِظَار المقارضة تمسح الصنيعة وتعيد الْأَفْعَال الرفيعة وضيعة وتقلب الشُّكْر ذما وَالْحَمْد مقتا
الصَّبْر على أَذَى النَّاس
وَلَا يجب أَن تعتقدا معاداة أحد واعتمدا التَّحَرُّز من كل أحد فَمن قصدكما بمطالبة أَو تكَرر عَلَيْكُمَا بأذية فَلَا تقارضاه جهدكما والتزما الصَّبْر لَهُ مَا استطعتما فَمَا الْتزم أحد الصَّبْر والحلم إِلَّا عز وَنصر وَمن بغي عَلَيْهِ لينصرنه الله وَقد اسْتعْملت هَذَا بِفضل الله مرَارًا فحمدت الْعَاقِبَة واغتبطت بالكف عَن المقارضة
التَّوَكُّل على الله
وَلَا تستعظما من حوادث الْأَيَّام شَيْئا فَكل أَمر ينقرض حقير وكل كَبِير لَا يَدُوم صَغِير وكل أَمر يَنْقَضِي قصير وانتظرا الْفرج فَإِن انْتِظَار الْفرج عبَادَة وعلقا رجاءكما بربكما وتوكلا عَلَيْهِ فَإِن التَّوَكُّل عَلَيْهِ سَعَادَة
الِاسْتِعَانَة بِالدُّعَاءِ
واستعينا بِالدُّعَاءِ والجآ إِلَيْهِ فِي البأساء وَالضَّرَّاء فَإِن الدُّعَاء سفينة لَا تعطب وحزب لَا يغلب وجند لَا يهرب
وإياكما أَن تستحيلا عَن هَذَا الْمَذْهَب أَو تعتقدا غَيره أَو تتعلقا بسواه فتهلكا وتخسرا الدّين وَالدُّنْيَا وَرُبمَا دعوتما فِي شَيْء فنالكما مَعَ الدُّعَاء معزة أَو وصلت إلَيْكُمَا معرة فازدادا
1 / 29