والبحث عَنهُ جِهَاد وتعليمه من لَا يُعلمهُ صَدَقَة وبذله لأَهله قربَة أَلا إِن الْعلم سَبِيل منَازِل أهل الْجنَّة وَهُوَ المؤنس فِي الوحشة والصاحب فِي الغربة والمحدث فِي الْخلْوَة وَالدَّلِيل على السَّرَّاء والمعين على الضّر اء والزين عِنْد الأ خلاء وَالسِّلَاح على الْأَعْدَاء يرفع الله بِهِ أَقْوَامًا فيجعلهم فِي الْخَيْر قادة أَئِمَّة تقتفى آثَارهم ويقتدى بأفعالهم وينتهى إِلَى رَأْيهمْ وترغب الْمَلَائِكَة فِي خلتهم وبأجنحتها تمسحهم وَيُصلي عَلَيْهِم كل رطب ويابس وحيتان الْبَحْر وهوام الأَرْض وسباع الْبر وَالْبَحْر والأنعام لِأَن الْعلم حَيَاة الْقُلُوب من الْجَهْل ومصباح الْأَبْصَار من الظلمَة وَقُوَّة الْأَبدَان من الضعْف ويبلغ بِالْعَبدِ منَازِل الأخيار والأبرار والدرجات العلى فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة والتفكر فِيهِ يعدل بالصيام ومذاكرته تعدل بِالْقيامِ وَبِه توصل الْأَرْحَام وَيعرف الْحَلَال من الْحَرَام وَهُوَ إِمَام وَالْعَمَل تَابعه يلهمه السُّعَدَاء ويحرمه الأشقياء ... ذكره صَاحب تَنْبِيه الغافلين وزهرة الْعُيُون وَغَيرهمَا
وَقد رُوِيَ بعضه مَرْفُوعا وَرَوَاهُ الثعالبي بِإِسْنَادِهِ عَن أنس بن مَالك عَن رَسُول الله ﷺ
1 / 53