قَالَ أقضى الْقُضَاة ابْن الْجُنَيْد ﵀ وَقد رَأينَا هَذَا عيَانًا قَرِيبا فِي عصرنا يَعْنِي أَن من أَقَامَهَا فَهُوَ مَنْصُور وَمن أهانها فَهُوَ مخذول وَيشْهد لذَلِك قَوْله تَعَالَى ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِن تنصرُوا الله ينصركم﴾ أَرَادَ بنصر الله ﷾ نصر دينه وشريعته ورد النَّاس بِالسَّيْفِ إِلَى طَاعَته
وَكتب هَذَا الْملك أَيْضا خطْبَة بِيَدِهِ توقيعا على قَضِيَّة وَردت من بعض الْقُضَاة إِلَيْهِ مَا مِثَاله نَحن خدام الشَّرِيعَة وأعوانها نَحن سيف الشَّرِيعَة وسنانها أجر الشَّرْع الشريف مجْرَاه وَلَو على أحد أَوْلَادنَا وَلَا تحتشم
اه هَذَا لَفظه مَنْقُول من خطه
فَذكر الْملك الْمَذْكُور هَذَا الْكَلَام الَّذِي هُوَ أشرف من در النظام وَهُوَ متشرف بقوله هَذَا بَين الْأَنَام
وَيَا لَهُ من شرف مَا أسناه وَبَين الْمُلُوك مَا أَعْلَاهُ وَمَا أحْسنه وأولاه
وَمَا أشرفه من مقَال وَمَا أكْرمه من فعال
فَإِن جَمِيع الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ والأتقياء والعارفين وَالْفُقَهَاء والمحدثين وَالْأَئِمَّة المتصدرين والجبابرة المتكبرين والملوك الظلمَة والولاة الغشمة يتشرفون بالإمتداح بِخِدْمَة
1 / 31