Pembangunan Hak Asasi Manusia: Suatu Tinjauan Sejarah
نشأة حقوق الإنسان: لمحة تاريخية
Genre-genre
بالروايات المقيتة
خشي كثيرون من أنصار المذهب الأخلاقي أن الروايات زرعت الشعور بالسخط في الأذهان، لا سيما أذهان الخدم والفتيات الصغار.
20
ربط الطبيب السويسري صامويل أوجست تيسوت قراءة الروايات بممارسة العادة السرية، التي أدت إلى حدوث انحطاط بدني وعقلي وأخلاقي من وجهة نظره؛ رأى تيسوت أن الأبدان تميل بحكم طبيعتها إلى الفساد، وأن العادة السرية قد سرعت من حدوث عملية الفساد لدى كل من الرجال والنساء فقال: «كل ما يمكنني قوله هو أن الفراغ والكسل والمكوث في الفراش لفترات طويلة؛ فراش وثير للغاية، والنظام الغذائي الدسم والمملح والحار والذي يحوي الخمور، والأصدقاء المشبوهين، والكتب الماجنة، هي الأسباب التي تهيئ الفرصة للانغماس في مثل هذه الممارسات.» ولم يقصد تيسوت باستخدامه لفظة «الماجنة» معنى الإباحية صراحة؛ ففي القرن الثامن عشر كان يقصد بلفظة «ماجن» أي شيء يرتبط بالشهوة، غير أنها كانت تختلف عن اللفظة الأكثر استهجانا؛ لفظة «داعر». وهكذا انضمت روايات الغرام - وكانت أغلبية روايات القرن الثامن عشر تدور عن الغرام - بسهولة إلى فئة «المجون». وفي إنجلترا بدت الفتيات في المدارس الداخلية في خطر شديد؛ إذ كان في متناولهن الحصول على مثل هذه الكتب «الخليعة المثيرة للاشمئزاز» وقراءتها في الفراش.
21
ومن ثم اتفق رجال الدين والأطباء على اعتبار قراءة الروايات مضيعة للوقت، والسوائل الحيوية، والدين، والأخلاقيات، وافترضوا أن القارئة سوف تحاكي أحداث الرواية، على نحو تندم معه أشد الندم. فقارئة رواية «كلاريسا» - على سبيل المثال - قد تتجاهل رغبات عائلتها، وتوافق - على غرار كلاريسا - أن تهرب مع أحد الفجار أمثال لافلاس الذي يقودها - شاءت أم أبت - إلى إهلاك نفسها. وفي عام 1792 أكد ناقد إنجليزي مجهول قائلا: «يساعد ارتفاع عدد الروايات في تفسير ارتفاع نسبة البغاء والعدد المهول من الزناة وحالات الفرار مع العشاق التي نسمع بها في بقاع متفرقة من المملكة.» وطبقا لوجهة النظر هذه، أثارت الروايات الأبدان إثارة مفرطة، وشجعت على الانغماس في الذات المريب أخلاقيا، وحرضت على الأفعال المدمرة للسلطة العائلية، والأخلاقية، والدينية.
22
زعم كل من ريتشاردسون وروسو أنهما قاما بدور المحرر وليس المؤلف، ومن ثم تمكنا من تحاشي السمعة المشينة التي ارتبطت بالروايات، وعندما نشر ريتشاردسون «باميلا»، لم يشر إليها قط على أنها رواية؛ إذ كان العنوان الكامل للطبعة الأولى هو دراسة في الاعتراض الكثير: «باميلا: أو مجازاة العفة. سلسلة من الخطابات المألوفة من صبية جميلة إلى والديها: تنشر للمرة الأولى الآن كي تغرس مبادئ العفة والدين في عقول الشباب من كلا الجنسين. حكاية ترتكز على مبادئ الحق والطبيعة، وفي الوقت عينه تبث المتعة والتسلية من خلال مجموعة متنوعة من الأحداث المؤثرة والغريبة، وهي مجردة تماما من كل تلك الصور التي تنشر في الكثير من المواضع بغرض اللهو فحسب، وتميل إلى إلهاب العقول التي يجدر بها أن توجهها.» برر تمهيد ريتشاردسون، الموقع باسم «المحرر»، نشر ما أسماه «الخطابات اللاحقة» تبريرا أخلاقيا؛ فهي سوف توجه عقول الشباب وتطورها، وتغرس فيها الدين والأخلاقيات، وتبين الرذيلة «بالألوان المناسبة»، وهكذا.
23
ومع أن روسو أشار إلى نفسه بالمحرر أيضا، فهو لم يعتبر العمل صراحة رواية؛ ففي الجملة الأولى من تمهيد رواية «جولي»، ربط الروايات بنقده الشهير للمسرح فقال: «لا بد أن تضم المدن الكبيرة مسارح، ولا بد أن يمتلك الفاسدون روايات.» وكما لو كان هذا تحذيرا غير كاف، قدم روسو أيضا تمهيدا في صورة «حوار عن الروايات بين «المحرر» وأحد «الأدباء»». وفي هذا الحوار، تعرض شخصية «آر» [روسو] كل التهم المعتادة التي توجه إلى الرواية للتلاعب بالمخيلة لخلق الرغبات التي لا يمكن إشباعها بعفة:
Halaman tidak diketahui