Permulaan Falsafah Ilmiah
نشأة الفلسفة العلمية
Genre-genre
rational »؛ فالمعرفة العلمية يتم التوصل إليها باستخدام مناهج معقولة
rational ؛ لأنها تقتضي استخدام العقل مطبقا على مادة الملاحظة، غير أنها ليست عقلانية، إذ إن هذه الصفة لا تنطبق على المنهج العلمي، وإنما على المنهج الفلسفي الذي يتخذ من العقل مصدرا للمعرفة التركيبية المتعلقة بالعلم، ولا يشترط ملاحظة لتحقيق هذه المعرفة.
وفي كثير من الأحيان يقتصر اسم «المذهب العقلي»، في الكتابات الفلسفية، على مذاهب عقلانية معينة في العصر الحديث، بينما يطلق على المذاهب ذات النمط الأفلاطوني اسم «المثالية
jueansm »، تمييزا لها من السابقة. على أننا سوف نستخدم في هذا الكتاب اسم «المذهب العقلي» بالمعنى الواسع دائما، بحيث يشمل المثالية. ويبدو أن لهذا الجمع ما يبرره؛ لأن نوعي الفلسفة متماثلان من حيث إنهما ينظران إلى العقل على أنه مصدر مستقل لمعرفة العالم الفيزيائي. فالأصل النفسي لكل مذهب عقلي بالمعنى الواسع هو دافع خارج عن مجال المنطق؛ أعني دافعا لا يمكن تبريره من خلال المنطق: هو البحث عن اليقين.
ولم يكن أفلاطون هو أول العقليين؛ فقد كان أهم المفكرين الذين سبقوه في هذا الاتجاه، الفيلسوف الرياضي فيثاغورس (حوالى 540ق.م) الذي كان لتعاليمه تأثير هائل في أفلاطون. وإنه ليبدو من المفهوم أن يكون الرياضي أكثر من غيره تعرضا للتحول إلى المذهب العقلي؛ ذلك لأنه حين يدرك مدى نجاح الاستنباط المنطقي في مجال لا يحتاج إلى رجوع إلى التجربة، فقد يميل إلى الاعتقاد بإمكان التوسع في مناهجه بحيث تمتد إلى مجالات أخرى، فتكون النتيجة نظرية للمعرفة تحل فيها أفعال الاستبصار محل الإدراك الحسي، ويعتقد فيها أن للعقل قوة خاصة به، يكتشف بواسطتها القوانين العامة للعالم الفيزيائي.
وعندما يتخلى الفيلسوف عن الملاحظة التجريبية بوصفها مصدرا للحقيقة، لا تعود بينه وبين النزعة الصوفية إلا خطوة قصيرة. فإذا كان في استطاعة العقل أن يخلق معرفة، فإن بقية النواتج التي يخلقها الذهن البشري يمكن أن تعد بدورها جديرة بأن تسمى معرفة؛ ومن هذا المفهوم ينشأ مزيج غريب من النزعة الصوفية والنزعة الرياضية، لم يحتف من مسرح الفلسفة منذ بداية ظهوره عند فيثاغورس؛ فقد أدى تبجيل فيثاغورس الديني للعدد والمنطق إلى قوله بأن كل الأشياء أعداد، وهي فكرة لا يكاد يكون من الممكن ترجمتها إلى عبارات ذات معنى. ولقد كانت نظرية تناسخ الأرواح، التي تحدثنا عنها في صدد نظرية المثل عند أفلاطون، من التعاليم الرئيسية عند فيثاغورس، الذي يفترض أنه اقتبسها من عقائد شرقية، وإنا لنعلم أن أفلاطون قد عرف هذه النظرية بفضل ارتباطه بالفيثاغورين. كذلك فإن الفكرة القائلة إن الاستبصار المنطقي يمكنه أن يكشف خصائص العالم المادي هي بدورها فكرة ترجع إلى أصل فيثاغوري؛ فقد كان أتباع فيثاغورس يمارسون نوعا من العبادة الدينية، يتضح طابعه الصوفي في محرمات معينة، يقال إن أستاذهم قد فرضها عليهم. مثال ذلك أنهم تعلموا أن من الخطر أن يترك المرء انطباعا لجسمه على سريره، وكان لزاما عليهم أن يرتبوا ملاءات أسرتهم ويمدوها عندما يستيقظون في الصباح.
وللنزعة الصوفية أشكال أخرى لا ترتبط بالرياضيات؛ فالصوفي عادة متحامل على العقل والمنطق، وهو يبدي ازدراء لقوة العقل. ويدعي الصوفي أن لديه نوعا من التجربة فوق الطبيعية، تكشف له عن حقيقة معصومة برؤية مباشرة. ويعد المتصوفة الدينيون مصدرا لهذا النوع من النزعة الصوفية. أما خارج مجال الدين، فلم يكن للنزعة الصوفية المضادة للعقل دور هام؛ لذلك ففي استطاعتي أن أتجاهلها في هذا الكتاب الذي يأخذ على عاتقه مهمة تحليل أشكال الفلسفة المتصلة بالتفكير العلمي، والتي أسهمت في النزاع الهائل بين الفلسفة والعلم. فالنزعة الصوفية ذات الاتجاه الرياضي هي وحدها التي تدخل ضمن نطاق هذا التحليل. والصفة التي تجمع بين هذه النزعة الصوفية الرياضية، وبين الأشكال غير الرياضية للنزعة الصوفية، هي إشارتها إلى أفعال الرؤية فوق الحسية، ولكن ما يميزها عن تلك الأشكال الأخرى هو استخدام تلك الرؤية في إثبات حقيقية عقلية.
على أن المذهب العقلي ليس صوفيا على الدوام بطبيعة الحال؛ فالتحليل المنطقي قد يستخدم هو ذاته في إثبات نوع من المعرفة يعد ذا يقين مطلق، وإن يكن يرتبط بمعرفة الحياة اليومية أو المعرفة العلمية. وقد ظهرت في العصر الحديث مذاهب عقلية متعددة من هذا النمط العلمي غير الصوفي.
ومن بين هذه المذاهب، أود أن أناقش المذهب العقلي عند الفيلسوف الفرنسي ديكارت (1596-1650م)؛ ففي كثير من كتاباته نراه يقدم حججا لإثبات افتقار المعرفة المبنية على الإدراك الحسي إلى اليقين، وهي حجج من النوع الذي تحدثنا عنه من قبل. ويبدو أن ديكارت كان يستشعر قلقا عظيما من جراء افتقار المعرفة كلها إلى اليقين، وقد نذر للعذراء أن يحج إلى لوريتو
Loretto
Halaman tidak diketahui