لكي نتخلص من «التحكم» يجب أن نتحكم في إرادتنا، وفي نزعاتنا، وفي عاداتنا، تلك المتمكنة منا والمخضعة إيانا كالعبيد.
يجب أن نتغلب على الأفكار المضرة التي سببت بلاءنا في الماضي وجعلت لكل مذهب، ولكل طائفة قومية خصوصية، ثم ضربتها بعضها ببعض فقضت على فكرة الوطن، ومنعتنا من أن ننشأ كأمة.
لنقو في هذا السبيل جمعياتنا العلمية والوطنية؛ ولنضم إليها كل ما في الأمة من نشاط وذكاء ومقدرة بدون تمييز في الاعتقاد ليتم لنا التقرب ثم الامتزاج، فمتى اجتمعنا وعملنا معا سرنا نحو التآخي، وبالاجتماع والعمل نعرف حاجات بعضنا، ونسير ببطء نحو غاية الكمال المشتركة.
لنمش ولا نخشى النميمة والحسد، هل يحجم الجندي عن الهجوم خشية أن يجرح، ومن ذا يقول: إن الحسد هو سلاح جارح؟ أوليس هو داء مثل سائر الأدواء، وصاحبه أولى بالرحمة؟ لكي نتخلص من جمود ومن شلل روحي بهما نضام؛ علينا أن لا نكتفي بالإرادة الناقصة والعلم الناقص. ولكي نتقي العثرات وما تجره من اليأس؛ علينا أن نوحد جهودنا، ولا نخلط بين التمني الذي لا يكلف شيئا، وبين الإرادة المولدة التي تتطلب جهودا متتابعة وضحايا عظمى.
أيها السادة، لا يكفي أن نتمنى لبلادنا الفلاح والاستقلال، يجب أن «نريد» ذلك «ونريده» من كل قوانا.
وأحسن شعار يمكننا أن نتخذه لنا كلمة زوج جوليا دونا إلى قواده وهو على سرير الموت؛ وهي: اشتغلوا.
ختام
اشتغلوا، اشتغلوا!
كذا يصرخ الأستاذ إده من فوق منابر بيروت.
ما أجمل هذه الكلمة! وما أحسنها آية يختم بها كتاب أهديه إلى أمتي العزيزة!
Halaman tidak diketahui