Dari Naql ke Ibdac (Jilid Kedua - Transformasi): (1)
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
Genre-genre
وكان ابن سينا على وعي بعلمية التحول من النقل إلى الإبداع على ما يبدو من سيرته الذاتية؛ فالعلم واحد ولكن الخلاف في المنهج، الحفظ والنقل أم التنظير والإبداع.
9
لذلك كانت «الإشارات والتنبيهات» أقل الموسوعات الثلاث تجريدا وأقربها إلى الموروث وإفصاحا عن الإشراق. أسلوبها إشارات وتنبيهات وحكايات مما يجعلها أقرب إلى الأدب الفلسفي. يخاطب ابن سينا القارئ حتى يكون قريبا منه. مصطلحاتها موروثة خاصة في الجزء الرابع عن المقامات والأحوال.
ويتضمن العرض النسقي المنطقي أو الشعبي مكونات النص الثلاثة كما هو الحال في الشرح، التفسير والتلخيص والجوامع: الوافد والموروث وآليات الإبداع في الجمع بينهما في نوع أدبي جديد هو العرض. العرض هو إعادة كتابة الوافد بعد أن امتزج عضويا بالموروث، وأصبح الموروث هو وعاؤه وصورته. وقد مهد لذلك الكندي والرازي والفارابي. ونتيجة لهذا المزج العضوي الجاد أصبح ظهور الوافد قليلا باستثناء البنية والموضوع، كما أصبح حضور الموروث غير مباشر باستثناء اللغة العربية، وتظهر آليات الإبداع المكون الثالث للنص بوضوح أكثر.
10
وفي العرض تغيب أفعال القول الموجودة في الشرح والتلخيص والجوامع؛ لأن العرض لا يبدأ باللفظ كالتفسير أو بالمعنى كالتلخيص أو بالشيء ذاته كالجامع، بل يعني الموضوع ذاته كتصور كلي شامل. ومن ثم فإن إطلاق الحكم بأن الفلسفة الإسلامية مجرد شرح وتلخيص للفلسفة اليونانية لا ينطبق في الظاهر إلا على نوع أدبي واحد هو الشرح وليس على كل الأنواع الأدبية الأخرى مثل العرض بأنواعه، النسقي والشعبي والأدبي والتأليف بكل أنواعه تمثل الوافد، وتمثل الوافد وتنظير الموروث، وتنظير الموروث والإبداع الخالص. ومن ثم تضيع الحجة التي يعتمد عليها الحكم بالأثر والتأثر.
11
ويمكن تحليل العرض النسقي المنطقي عند ابن سينا بعدة طرق كلها ممكنة إنما الأمر فيها هو مجرد اختيار. (1)
عرض المكونات الثلاثة في كل موسوعة من موسوعات ابن سينا الثلاث، «الشفاء» و«النجاة» و«الإشارات والتنبيهات»، وفي كل موسوعة ابتداء من المنطق ثم الطبيعيات ثم الإلهيات. وفي المنطق ابتداء من المقولات إلى العبارة ... إلخ، حفاظا على الوحدة الإبداعية لكل عمل. وبالرغم مما قد يوقع ذلك في بعض التكرار خاصة في آليات الإبداع إلا أن هذه الطريق تحافظ على وحدة كل عمل كإبداع مستقل على وجه التفصيل كتابا كتابا في كل علم. (2)
عرض المكونات الثلاثة، الوافد والموروث وآليات الإبداع في الأبنية الثلاثية للحكمة؛ المنطق، والطبيعيات، والإلهيات بصرف النظر عن أجزاء كل علم، فالمنطق كل واحد بلا أجزاء خاصة، وأن هناك بعض كتبه لا يتوافر فيها العنصران الأولان الوافد أو الموروث وتعتمد على الإبداع الخالص، وهي طريقة تجمع بين العموم والخصوص. (3)
Halaman tidak diketahui