121

Dari Naql ke Ibdac (Jilid Kedua - Transformasi): (1)

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)

Genre-genre

104

وتظهر آيات الإيمان أكثر من آيات العقل، والنبوة أكثر من الحكمة، والغيب أكثر من الشهادة، واليقين أكثر من الشك. وتكثر الآيات في البعث والقيامة. فهي أسرع إقناعا وأوقع نفسيا من الحجة القولية على عكس الكندي والفارابي اللذين استطاعا صياغة خطاب عقلي لا نقلي قبل أن يركب ابن سينا كل ذلك عقلا، فلكل موضوع حجة نقلية لدرجة غياب الحجة العقلية حتى لا يترك شيء للمعارضة العقلية أو الفهم الذي يؤدي إلى فهم مضاد مع إن الحجة النقلية يمكن مناقضتها بحجة نقلية أخرى. ويتم تبادل الحجة العقلية والنقلية بين الإنسان والحيوان فيعترض الحيوان على الإنسان بالعقل ويعترض الإنسان على الحيوان بالنقل، سخرية من الإنسان. النقل للاتهام، والعقل للدفاع، النقل للاستعباد والنقل للتحرر، النقل للظاهر، والعقل للمؤول.

لذلك تستعمل آيات القرآن تملقا لعواطف الناس، واستدعاء للسلطة النصية تحريرا للنص من السلطة السياسية بعد زعزعة الولاء بها. وتستعمل كوسيلة لترقيق القلوب نظرا لأثر القرآن في النفس كما هو واضح في رسالة الموسيقى من أجل تخليص النفس من الظلمات بالإضافة إلى التأويل الإشراقي. فأسباب النزول عند الإخوان هو البناء النفسي للشعور. لم يجد الإخوان في القرآن إلا التأويل صعودا لا التنزيل هبوطا. وكلها مواقف حسب الأهواء وكأنها أسباب نزول جديدة، وكأن الآيات أنزلت على مطابقة للأحوال النفسية للإخوان. وقد ساعدت الآيات نفسها على هذا التفسير الشعوري لحديثها عن الأفئدة والقلوب

فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، وبالرغم من نهي النفس عن الهوى إلا أن اللفظ له موسيقاه.

وعيب ذلك كله هو كسر الاتساق العقلي، وانقطاع البرهان، واختيار الآيات التي توافق الأهواء ونزعها من سياقها وأسباب نزولها وهو ما يمكن معارضته بآيات أقرب في سياق آخر.

لذلك أكثر الله في القرآن مدح المؤمنين وذم الكافرين وبيان الوعد والوعيد والفلك وذم المريدين للدنيا ومدح المريدين للآخرة وبيان أوصاف أهل الجنة الروحية لا الجسمية، وسكان الجنان وهي ثمانية، وكذلك أوصاف أهل النار، وتكثر الآيات لبيان أن الديانات والشرائع ووظائف العبادات طرق ومسالك إلى الله كما أن القرآن نفسه وسيلة للتقرب إلى الله مثل الصلاة والصوم والتسبيح والدعاء، والقرآن أخلاق الإخوان كما كان الرسول يتأول القرآن بتهجده ليلا، والإقرار به من علامات الإيمان وبما أتي من الغيب، وهناك إحساس بالنصر، تعويضا عن الهزيمة كما هو الحال في جماعات الخلاص في تاريخ الأديان حتى الجماعات الإسلامية المعاصرة.

105

ويتم تأويل الآيات تأويلا فلسفيا طبقا لهرمس المثلث بالحكمة وهو إدريس النبي، إبهاما للعامة بالحقائق كنوع من الثقافة الشعبية الوجدانية لا العلمية ولا العقلية. وأحيانا يتم تقطيع الآية عبارة عبارة، بل ولفظا لفظا حتى يسهل تأويلها جزءا جزءا قبل التأويل الكلي. فلكل شيء ظاهر وباطن.

106

ومعظم الآيات المنتقاة آيات فردية نفسية أكثر منها آيات اجتماعية سياسية. متجهة إلى أعلى خارج العالم أكثر منها متجهة إلى أسفل داخل العالم، تأويل أكثر منها تنزيل، وتجمع آيات النفس كلها بالمئات. هو تأويل إشراقي خارج أسباب النزول وكأن الآيات نزلت على نفس القارئ مباشرة. لذلك يختار الإخوان كل ألفاظ الصعود دون النزول. والإشراق من الشمس، والقمر من الشمس والقمر من النفس الكلية، والنفس الكلية من العقل الكلي، والعقل الكلي فيض من الباري.

Halaman tidak diketahui