208

Napoleon di Mesir

نابوليون بونابارت في مصر

Genre-genre

ولما كنا قد وعدنا أن نكمل لمولانا الشيخ الجبرتي عبارته بذكر أنباء الحيل التي استطاع بها نابوليون بونابرت الوصول إلى فرنسا «مع وجود مراكب الإنجليز ووقوفهم بالثغر ورصدهم الفرنساوية» فلا مندوحة لنا من نقل بيان موجز للوسائل التي اتخذت للتملص من الأساطيل البريطانية، ولدينا في مذكرات بوريين، كاتم أسرار نابوليون ورفيقه في هذه الرحلة المحفوفة بالأخطار، العبارة الآتية:

قال بوريين:

وفي يوم 23 أغسطس سنة 1799 ركبنا في السفينتين «لاموبرون، ولاكاريير» وكان عددنا يتراوح بين 400 و500 وكانت الليلة حالكة الظلام بحيث كنا نلتمس الوصول إلى السفينتين تحت نور النجوم الضئيل.

ولم يكن الأميرال غانتوم حرا في تصرفاته، واتخاذ السبل البحرية التي يراها موصلة بنا إلى الشواطئ الفرنسية؛ لأن نابوليون استبد بالأمر، وقال للأميرال بصراحة وصرامة: إن إرادتي هي أن تسير بمحاذاة الشواطئ الإفريقية إلى أن نصل إلى جنوبي جزيرة سردينيا ... إن معي بضعة أفراد من الرجال الأبطال ومعي كمية من الذخائر والمدافع، فإذا انقض علينا الإنجليز ونحن بجوار الشاطئ الإفريقي، فإني أستطيع أن أنزل إلى الأرض اليابسة وأشق طريقي بهؤلاء الشجعان الصناديد إلى وهران، أو إلى تونس، أو إلى أية فرضة بحرية أخرى لعلنا نستطيع الحصول على ما يوصلنا إلى بلادنا.

تلك كانت إرادة نابوليون وعزيمته الصارمة!

ثم استمر بوريين في وصف الرحلة والقلق الذي كان يساور نابوليون ومن معه من انقضاض السفن الإنجليزية عليهم، حتى أراد الله الذي اختار نابوليون بونابرت لعرش فرنسا لينفذ على يديه إرادته العالية في أوروبا، أن تصل السفينتان الفرنسيتان إلى خليج «مريجوس» في جنوب فرنسا في الثامن من شهر أكتوبر من تلك السنة. •••

وهنا نقف بالقلم بعد أن وصلنا بنابوليون بونابرت إلى بلاده.

وإلى هنا ينتهي أمرنا مع نابوليون بونابرت وينتهي هذا الكتاب.

هوامش

ذيل أول

Halaman tidak diketahui