أبن سنا الملك في عمياء:
شمس بغير الليل لم تحتجب ... وفي سوى العينين لم تكسف
مغمدة المرهف لكنها ... تفتك بالغمد بلا مرهف
رأيت منها الخلد في جؤذر ... وناظري يعقوب في يوسف
وقال أيضًا:
فتنتي مكفوفة ناظراها ... كتبا لي من الجراح أمانا
فهي لم تسلل الجفون حسامًا ... لا ولم تحمل الفتور سنانا
وهي بكر العينين محصنه آل ... أجفان ما افتض ميلها الأجفانا
قصرت عشقها علي فلم تعشق ... فلانًا غذ لم تعاين فلانا
عميت من هواي وارتحل الإنسان ... من عينها وأخلى المكانا
علمت غيرتي عليها فخافت ... أن يسمى غيري لها إنسانا
وقال أيضًا:
إن الكمال أصاب في محبوبتي ... لما أصاب بعينه عينيها
زادت حلاوتها فصرت تخالها ... وسنى وقد أسر الكرى جفنيها
وكما علمت وللدبيب حلاوة ... فكأنني أبدًا أدب عليها
وقلت أنا في مليح أعمى:
أيا حسن أعمى لم يجد حد طرفه ... محب غدا سكران فيه وما صحا
إذا طار قلب بات يرعى خدوده ... غدا آمنًا من مقلتيه الجوارحا
وقلت فيه أيضًا:
ورب أعمى وجهه روضةً ... تنزهي فيها كثير الديون
في خده ورد غنينا به ... عن نرجس ما فتحته العيون
1 / 58