254

Nakt Himyan

نكت الهميان في نكت العميان

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

كان الناس حولك حين قاموا ... وفود نداك أيام الصلاة كأنك قائم فيهم خطيبًا ... وكلهم قيام للصلاة مددت يديك نحوهم احتفاءً ... كمد كها إليهم بالهبات ولما ضاق بطن الأرض عن أن ... يضم علاك من بعد الممات أصاروا الجو قبرك واستنابوا ... عن الأكفان ثوب السافيات لعظمك في النفوس تبيت ترعى ... بحفاظ وحراث ثقات وتشعل عندك النيران ليلًا ... كذلك كنت أيام الحياة ركبت مطيةً من قبل زيد ... علاها في السنين الذاهبات ولم أر قبل جذعك قط جذعًا ... تمكن من عناق المكرمات أسأت إلى النوائب فاستثارت ... فأنت قتيل ثار النائبات وكنت تجير من صرف الليالي ... فعاد مطالبًا لك بالترات وصير دهرك الإحسان فيه ... إلينا من عظيم السيئات وكنت لمعسر سعدًا فلما ... مضيت تفرقوا بالمنحسات غليل باطن لك في فؤادي ... يخفف بالدموع الجاريات ولو أني قدرت على قيام ... بفرضك والحقوق الواجبات ملأت الأرض من نظم القوافي ... ونحت بها خلاف النائحات ومالت تربة فاقول تسقى ... لأنك نصب هطل الهاطلات عليك تحية الرحمن تترى ... برحمات غواد رائحات وكتبها الشاعر المذكور. ورمى بها نسخًا في شوارع بغداد. فتداولها الأدباء إلى أن وصل خبرها إلى عضد الدولة وأنشدت بين يديه. فتمنى أن يكن هو المصلوب دونه. وقال: علي بهذا الرجل. فطلب سنةً كاملةً واتصل الخبر بالصاحب ابن عباد فكتب له إلى عضد الدولة بالأمان فحضر إليه. فقال له الصاحب: أنشدنيها فلما بلغ قوله ولم أر قبل جذعك البيت قام إليه وقبل وفاته وأنفذه إلى عضد الدولة. فقال له: ما حملك على رثاء عدوي. قال: حقوق وجبت، وأياد سلفت فجاش الحزن في قلبي فرثيته. وكان بين يدي عضد الدولة شموع تزهر. فقال: هل يحضرك شيء في الشموع. فأنشد: كان الشموع وقد أظهرت ... من النار في كل رأس سنانا أصابع أعدائك الخائفين ... تضرع تطلب منك الأمانا فخلع عليه وأعطاه فرسًا وبدرةً. ولم يزل ابن بقية المذكور مصلوبًا إلى أن توفي عضد الدولة رحمهما الله تعالى.

1 / 259