============================================================
الكتب، وقوله: {افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، يعنى أنه لايقدر على إكراه القلوب، وجبرها على الايمان وغيره إلا الله القوى القادر.
وليس النبى، صلى الله عليه، ولا غيره من جميع الخلق يقدر على إكراه القلوب، وانما يقدر على إكراههم بالسيف كما امر، حتى يعبد اللك، عز وجل، حفا حقا، وقوله: ولوشاء الله ما أشركرا)(1)، يقول : بو آنه أراد ان يجبرهم حتى لايقدروا على الشرك؛ لفعل ذلك. وما كان من نظائر هذا فكله فى معنى (1) واحد، يقتضى انه، عز وجل، لو أراد ما عصاه مخلوق جبرا وقسرا، ولكنه خيرهم تخييرا ، ليعل كل منهم ما أراد وما اختاره، ولذلك بان العدل والحكمة، واستحق الثواب والعقاب، إذ جعل الامر بالدين فرضا افترضه على عباده، تخييرا لا جبرا، وهذا هو الحكمة والعدل.
والدليل على ذلك والشاهد لنا فيه ، وقوله ، عز وجل،: { ليهيك من هلك عن بينة ويختى من حي عن بينة وان الله لسميع عليم (46}(2)، وقوله، عز وجل: ما كان الله ليذر المؤمين على ما أنعم عليه حثى يميز الخبيث من الطيب}1)، وكفى بهذا القول حجة شافية امن عقل وانصف، ولو لم تكن بينة ولم تلزم حجة، ولم تثبت حكمة، ولم يقم عدل. فهذا جواب مسالتك، والحمدلله رب العالمين : نقد الببرلى ان الله خلق بعض عباده للنار، على غيروجه الجبرا وأما قولك : إنه بحوز أن نقول : إنهم خلقوا للنار على غير وجه الحمبر، فليس هذا قول من له عقل ولا أدنى (0) معرفة، يحتاج أن يناظر بها الرجال، ومناظرة الرجال لا تكون بالمحال؛ لانه ليس فى محال القول حجة ولا فى المسالة (1) عنه جواب.. وأنه يلزمك، إن جاز عندك ان يخلق الله، عز وجل، خلقا للنار على غير وجه الجبر، (1) سورة الانعام : الآية 107.
(2) فى الأصل : منا.
(2) سورة الانفال : الآية 46.
(4) ورة ال عمران : الأية 179.
(5) فى الاصل : آدنا (1) فى الأصل : المله
Halaman 244