نحو ثقافة إسلامية أصيلة

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
14

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

Penerbit

دار النفائس للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الرابعة

Tahun Penerbitan

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Lokasi Penerbit

عمان - الأردن

Genre-genre

ضابطا لما يحويه، قائمًا به، ويقولون: هو غلام ثقف: أي ذو فطنة وذكاء، والمراد أنه ثابت المعرفة بما يحتاج إليه، وجاء في حديث أم حكيم بنت عبد المطلب: "إنّي حصان فما أكلم، وثقاف فما أعلم" (١). وتقول العرب: ثقفه أدركه ببصره، لحذق في النظر، ثم أطلق على مجرد الإدراك، وتحصيل الشخص للعلوم المختلفة - يدخل في هذا الباب، لأنّه إدراك لتلك العلوم. وقد أدرك العلماء المسلمون أهمية وضع علم يعطى قارئه اطلاعًا جيدًا في العلوم المختلفة، والعلم الذي وضعوه لهذا الغرض هو "علم الأدب"، وإذا أنت رجعت إلى كتاب من كتب الأدب كصبح الأعشى للقلقشندي، ونهاية الأرب للنويري، وتصفحت الموضوعات التي تناولتها هذه الكتب - فإنك تجدها تطلع قارئها على جملة جيدة في كل علم من العلوم التي لا بدَّ منها لمن نعده - اليوم - شخصًا مثقفًا. وهذه الكتب وضعت في الأصل لتثقيف الذين يقومون على ديوان الإنشاء، وهو الجهاز الذي يخاطب الحاكم من خلاله الشعب والولاة وحكام الدول الأخرى، وما لم يكن موظفو هذا الديوان ملمين بالعلوم التي توسع آفاقهم، وتقوم ألسنتهم، وتزيد معارفهم، وتكشف لهم عن طبائع الذين يخاطبونهم، فإنهم لن يستطعوا القيام بالمهمة المناطة بهم. يقول القلقشندي في صبح الأعشى: "اعلم أن كاتب الإنشاء، وإن كان يحتاج

(١) لسان العرب، مادة ثقف: ١/ ٣٦٤ وراجع محيط المحيط للبستاني ١/ ١٩١، والفائق في غريب الحديث للزمخشري ١/ ٤٧٩، طبعة البابي الحلبي - مصر، الأول: ١٣٦٦ = ١٩٤٧.

1 / 19