============================================================
فأجابه إلى ذلك، وبعث رسولا إلى النائب يأمره بتسليم القلعة إلى نواب أبغا، فامتنع من تسليمها، وقال [59 ب] للبرواناة: أنت باغ(1)، فسأل البرواناة أبغا أن يتوجه للنائب حتى يتسلمها منه، فأذن له فى ذلك، ووكل به جماعة من المغل فمنعوه(2) من الوصول إلى القلعة والاعتصام بها، فلتا وصلها وطلبها من النائب امتنع أيضا فقال له: هذا الوقت خبيتك حتى أدره (4) عن نفسى بما في هذه القلعة، وإلا أنا مقتول لا محالة، إن لم تسلمها. فقال: إنما أسلمها لمن سلمنى إياها، معين الدين البرواناة. فقال له: أنا معين الدين البرواناة. فقال: أنت أسير معهم وما لك حكم، ولا أسلمها إلا بأولادي الذين(4) مضوا أسرى، وأنت كنت السبب فى أسرهم وأسر غيرهم. فعاد البرواناة وأخبر أبغا بذلك، فزاد عليه الموكلين به، فلما رأى ذلك تحقق أنه مقتول، ثم سار أبغا إلى أن وصل إلى الأردو، فلتما ألقى عصاة التسيار عن عاتق الدأب فى العشى والابكار اجتمع إليه الخواتين وبكوا(5) وصرخوا فى وجهه، وشقوا الجيوب بين يديه، على رجالهم الذين قتلوا بالوقعة، ثم نظروا إلى البرواناة وقالوا: هذا الذي كان سبب قتل رجالنا، ولابد من قتله. فسوفهم أياما وهم يحرضونه فى كل وقت على قتله، فلتما أعياه ذلك أمر بعض خواصه بقتله. وقال: خذه إلى مكان كذا وكذا فاقتله به. فحضر إليه وقال له: إن أبغا يريد الاجتماع بك ليعيدك إلى مكانك. فقال: لو كان [60/] يريد خيرا(1) لبعث إلي من معارفى، ولكته يريد قتلي. فخادعه فى القول حتى توجه معه فى جماعة من أصحابه عينوا للقتل، وهم ثلاثون () نفرا فقتلوهم.
(1) فى الأصل: "باغي".
(2) فى الأصل: "فمنعونه".
(3) فى الأصل: "أدارى".
(4) فى الأصل: "الذي".
(5) محتها: لاوبكين وحرضن وشققن. على رجاهن ... ثم نظرن.. وقلن فسوفهن. وهن حرضنه".
(6) فى الأصل: "خير".
(7) فى الأصل: "ثلاثين نفر" .
229
Halaman 229