227

============================================================

خدمته إلى أن وصل إلى البلستين، وهو مكان المعركة، فلتما شارف أبغا ذلك ورأى قتلى (1) المغل بكى حتى كاد يسقط عن فرسه، ثم سار إلى منزلة السلطان فقاسها بعصاة الدبوس، فعلم عدة الجيش الذي كان معه النازل بتلك المنزلة، فأنكر على البرواناة كونه لم يعرفه بجلية أمرهم، فحلف أنه لم يكن عنده علم منهم، وأنه ما أحس بهم إلا فى البلاد، فلم يقبل منه هذا العذر، وأراه وجه الحنق، وقال: صدق من قال: إنك باغيا (2) علينا، وأن لك باطنا مع صاحب مصر. فقال: الله يحفظ القان، لو كان لى معه باطن ما جردت سيف القتال، وبالغت فى الاجتهاد، وقتلت أمراءه(3) وأكابر دولته(4)، وأسر ابنى وحريمى وابن بنتى. فقال: كل هذا من مكرك ودهائك. ثم التفت إلى أيبك الشيخي (5)، فإنه كان وصل معه، فقال: [ما تقول؟ فقال: ما جسر الملك الظاهر على العبور غيره. فقال: صدقت. ثم قال](1): أرنى الميمنة والميسرة ومكان القلب.

فأوقف له فى كل مكان رمحا، فلتما رأى بعد ما بين الرماح قال: ما هذا عسكر يكفيهم الثلاثون (2) ألفا الذين معى، وكان قد أمر عساكره أن يتقدموا إلى نحو الشام، فسير ردهم من كينوك.

ثم بلغه أن السلطان مقيم بحارم، وقد اجتمعت إليه العساكر، وقد سمن خيله فى هذه المدة وهو على عزم لقاك وكان قد تلفت أكثر خيوله وهربت جيوشه المتفرقة (4)، فرأى فى نفسه الضعف [159] والعجز عن الملتقى فرة إلى قيسارية، فلما وصلها سأل أهلها: هل كان مع صاحب مصر جمال؟ فقالوا: لم يكن معه إلا خيل وبغال. فقال: هل (1) فى الأصل: "قتلا4.

(2) فى الأصل: لاباغى".

(3) فى الأصل: "أمرايه".

(4) فى كنز الدرر للدوادارى ج8 ص205: "وجندى وأكابر دولتى".

(5) فى الأصل: "السيح".

(6) ساقط من الأصل، مثبت من: الدوادارى. كنز الدررج8 ص205.

(7) فى الأصل: "الثلاثين ألف الذي".

(8) فى كنز الدرر للدواداري ج8 ص205: "جيوشه المجمعة".

Halaman 227