============================================================
الفرنسيس وهو ريدا فرنس- أحسن فى عمارتها وتحصينها، ولم تزل على ذلك حتى فتحها الملك الظاهر فى هذه السنة(1).
قال المؤرخ: ولما فرغ الملك الظاهر من أمرها رحل عنها يوم الأربعاء ، ثانى عشر رجب طالبا للشقيف، فنزل عليها يوم الثلاثاء، ثامن عشر رجب، فوقع على كتاب من جهة [28ب] الفرنج الذين بعكا يتضمن إعلام النواب بالشقيف أن المسلمين لا يقدرون على أخذ الحصن إن احتفظتم به، فجدوا فى أمركم. فلما اطلع السلطان على ذلك انفتح له باب فى أخذه، فاستدعى من يكتب بالفرنجي، وأمره أن يكتب كتابا يذكر فيه أمارات بينهم، وبين أهل عكا استفادها من الكتاب الذي وقع له، ويحذر الكمندور(2) المقيم بالشقيف من الوزير المقيم عنده ومن جماعة كانت أسماؤهم (3) فى الكتاب، وكتابا آخر للوزير يحذره من الكمندور(4)، ويأمره إن احتاج إلى مال يأخذه من ملك كان اسمه فى الكتاب. وأوصل الكتب إليها بحيلة.
فلما وقف أهل الشقيف على الكتب وقع الخلف بينهم مع شدة الحصار الذي كانوا فيه، فألجأهم الخلف بينهم إلى أن سيروا إلى السلطان الملك الظاهر وقرروا معه تسليم الحصن، على أن لا يقتلوا من فيه . فتسلم الحصن فى تاسع وعشرين رجب، وكان قد ملك الباشورة بالسيف، واصطنع الكمندور(5)، وكان عدة من بالحصن أربعماثة وثمانين الفرنج، وملكوا بيروت، فخرج إليهم الملك العزيز من مصر، ووقعت الهدنة بينه وبينهم، وأعيدت يافا إليهم فى سنة أربع وتسعين، فلم تزل فى أيديهم إلى أن أطلق ريدا فرنس من الأسر فى سنة ثمان وأربعين وستمائة، وسار إلى الساحل فعمرها، وبنى قلعتها وجدد أبنيتها"، وراجع: الدوادارى. كنز الدررج8 ص124- 125.
(1) الدوادارى كنز الدررج8 ص125، وراجع: ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص294 .295 (2) فى الأصل: "المكمندور".
(3) فى الأصل: "أسمائهم".
(4) فى الأصل: "المكمندور".
5)نفسه.
111
Halaman 161