223

Nahj Haqq

نهج الحق وكشف الصدق‏

وروى الزمخشري وكان من أشد الناس عنادا لأهل البيت وهو الثقة المأمون عند الجمهور قال بإسناده قال رسول الله ص فاطمة مهجة قلبي وابناها ثمرة فؤادي وبعلها نور بصري والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبل ممدود بينه وبين خلقه من اعتصم بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى

(1)

وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (2) بأسانيد متعددة عن رسول الله ص قال يا أيها

- هم العارفون بكتاب الله، وسنة رسوله، إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض، ويؤيده الخبر السابق: «لا تعلموهم فانهم أعلم منكم»، وتميزوا بذلك عن بقية العلماء، لأن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وشرفهم بالكرامات الباهرة، والمزايا المتكاثرة، وقد مر بعضها، وسيأتي الخبر الذي في قريش: «وتعلموا منهم فإنهم أعلم منكم»، فإذا ثبت هذا لعموم قريش، فأهل البيت أولى منهم بذلك، لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقية قريش.

وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي، ويشهد لذلك الخبر السابق: «في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي إلى آخره»، ثم أحق من يتمسك به منهم إمامهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، لما قدمنا من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته، ومن ثم قال أبو بكر: علي عترة رسول الله (ص) أي الذين حث على التمسك بهم، فخصه لما قلنا، وكذلك خصه (ص) بما مر يوم غدير خم والمراد بالعيبة والكرش في الخبر السابق آنفا: أنهم موضع سره وأمانته، ومعادن نفائس معارفه، وحضرته، إذ كل من العيبة والكرش مستودع لما يخفى فيه، مما به القوام والصلاح، لأن الأول يحرز فيه نفائس الأمتعة، والثاني مستقر الغذاء الذي به النمو، وقوام البنية.

(انتهى ما أردنا من كلامه) وحديث: «ألا إن عيبتي وكرشي أهل بيتي» قد ورد مستفيضا.

(1) رواه الزمخشري في كتابه: المناقب ص 213 مخطوط، والشيخ جمال الدين الحنفي الموصلي، في درر بحر المناقب ص 116 مخطوط، والحمويني في الفرائد، والحافظ محمد ابن أبي الفوارس في الأربعين ص 14 مخطوط، كما في إحقاق الحق ج 4 ص 288، وج 9 ص 198، ورواه الشيخ سليمان في ينابيع المودة ص 82 والموفق الخوارزمي في مقتل الحسين ص 59

(2) آل عمران: 103 قال في الصواعق المحرقة ص 59 في تفسيره هذه الآية: أخرج الثعلبي-

Halaman 227