Nahj Haqq
نهج الحق وكشف الصدق
Genre-genre
وهل يصدر مثل هذا عن رئيس أو من له أدنى وقار نعوذ بالله من هذه السقطات.
- الحبشة لقدومه فرحا بذلك، لعبوا بحرابهم ..
أقول: إذا أردنا أن نقذف بالحق على الباطل، فيدمغه، فإذا هو زاهق، فلا بد وأن نعرف سر اختلاف هذه الأحاديث، والداعي إلى افتعالها فهل الدافع لقولهم: (يجوز أن يبعث الله الكافر نبيا)، هو كون عدة من الخلفاء كانوا قبل الإسلام من عبدة الأصنام، على ما تواتر في التاريخ وأشرنا إليه في الحديث السابق: (لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب)؟ أو غير ذلك؟.
وهل سر ذلك، والدافع إليه، وإلى نسبة السهو، وعدم العصمة إلى الأنبياء (ع) هو كون الخلفاء غير مأمونين من الخطأ والسهو، وعدم علمهم بالمعارف الدينية، والأحكام الشرعية، كما صرح في الكتب المعتبرة، مع أنه أساس الخلافة عندهم؟ أو غير ذلك؟.
وهل سر جعل أحاديث اللعب بالبنات، وشهوده (ص) المعازف والراقصات، والاستماع لأهازيجهن، هو إثبات فضيلة للخليفة الأول، والثاني كما يظهر من عدة منها؟.
أو هو إظهار منزلة حليلته عائشة عنده، كما يظهر من أخرى. ثم لا يقنعه ذلك كله، حتى يطلع زوجته عليها، في ملأ من الناس: وهو يقول لها: «أما شبعت؟ أما شبعت؟ وهي تقول: لا، لأنظر منزلتي عنده. (راجع سنن الترمذي ج 5 ص 284 والتاج الجامع للأصول ج 3 ص 314، ومصابيح السنة ج 2 ص 196).
مع أن الغناء والملاهي من عمل الشيطان، ومما حرم في الشريعة المقدسة، بنص الكتاب والسنة أفمن العقل أن تعزى إليه (ص) تلك المسامحة المسقطة له عن محله إلى هوة الجهل؟ وينهرها الخليفة الأول، ويدحضها الثاني فحسب، دون رسول الله (ص)؟ وما هذا الشيطان الذي لا يخاف من الرسول، ويفرق من عمر؟ وأي نبي هذا الذي يسمع الملاهي، وترقص بين يديه الرقاصة الأجنبية، وتضرب بالدف وتغني، أو ينظر هو وزوجته إلى تلك المواقف المخزية، ثم يقول: «لست من دد، ولا الدد مني، أو يقول: «لست من دد، ولا دد مني»، أو يقول: «لست من الباطل، ولا الباطل مني»؟ (أخرجه البخاري في الأدب، وابن عساكر، راجع كنز العمال ج 7 ص 323، وفيض القدير ج 5 ص 265 كما في الغدير ج 8 ص 74.
ألا تعجب من رسول، يلعب الحبشة في مسجده الشريف الذي هو من أشرف بقاع الدنيا، والذي أسس على التقوى من أول يوم، كما صرح به القرآن الكريم قال تعالى: «وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا» الجن: 18، ألا تعجب منه، يرى الحبشة يزفون ويرقصون، وهو وحليلته ينظران إليهم، وعمر ينهاهن، ويقول النبي (ص):-
Halaman 151