وقد صرح الله تعالى في كتابه في عدة مواضع برحمته وإحسانه وتفضله وكيف يتحقق ذلك ممن يخلق الكفر في العبد ويعذبه عليه ويخلق الطاعة في العبد ويعاقبه أيضا عليها. فهذه حال أصولهم الدينية التي يدينون الله تعالى بها فيجب على العاقل أن ينظر في نفسه هل يجوز المصير إلى شي ء منها وهل يجوز له القول ببعضها نهج الحق ص : 376المسألة السادسة في المعاد إن الحشر في المعاد هو لهذا البدن المشهود هذا أصل عظيم وإثباته من أركان الدين وجاحده كافر بالإجماع ومن لا يثبت المعاد البدني ولا الثواب والعقاب وأحوال الآخرة فإنه كافر إجماعا. ولا خلاف بين أهل الملل في إمكانه لأن الله تعالى قادر على كل مقدور ولا شك في أن إيجاد الجسم بعد عدمه ممكن وقد نص الله تعالى عليه في قوله أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم وقال تعالى من يحي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم. والقرآن مملوء من ذكر المعاد وإن اختلفوا في كيفية الإعادة والإعدام وتفاصيل ذلك ذكرناها في كتبنا الكلامية لكن البحث هاهنا عن شي ء واحد وهو أن القول بإثبات المعاد البدني الذي هو أصل الدين وركنه إنما يتم على مذهب الإمامية. نه الحق ص : 377أما على مذهب أهل السنة فلا لأن الطريق إلى إثباته ليس إلا السمع فإن العقل إنما يدل على إمكانه لا على وقوعه وقد بينا أن العلم بصحة السمع وصدقه إنما يتم على قواعد الإمامية القائلين بامتناع وقوع القبيح من الله تعالى لأنه إذا جاز أن يخبرنا بالكذ أو يخبر بما لا يريده ولا يقصده فحينئذ يمتنع الاستدلال بإخباره تعالى على إثبات المعاد البدني والشك في ذلك كفر فلا يمكنهم حينئذ الجزم بالإسلام البتة. نعوذ بالله من هذه المقالات التي توجب الشك في الإسلام
Halaman 215