وقال من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله وأي ذنب صدر من عمار وأي كلام غليظ وقع منه استوجب به نهج الحق ص : 298هذا الفعل وقد كان الواجب إقلاع عثمان عما كان يؤخذ عليه فيه أو يعتذر بما يزيل الشبهة عنه. نفي عثمان أبا ذر إلى الربذة
ومنها أنه أقدم على أبي ذر رحمة الله تعالى مع تقدمه في الإسلام حتى ضربه ونفاه إلى الربذة. أجاب قاضي القضاة باحتمال أنه اختار لنفسه ذلك. اعترضه المرتضى بأن المتواتر من الأخبار خلاف ذلك لأن المشهور أنه نفاه أولا إلى الشام فلما اشتكى معاوية منه استقدمه إلى المدينة ثم نفاه منها إلى ربذة. وروي أن عثمان قال يوما أيجوز للإمام أن يأخذ من المال فإذا أيسر قضى فقال كعب الأحبار لا بأس بذلك فقال أبو ذر يا ابن اليهودية أتعلمنا ديننا فقال عثمان قد كثر أذاك لي وتولعك بأصحابي الحق بالشام فأخرجه إليها فكان أبو ذر ينكر على نهج الحق ص : 299معاوية أشياء يفعلها فبعث إليه معاوية بثلاثمائة دينار فردها عليه. وكان أبو ذر يقول والله حدثت أعمال ما أعرفها والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه والله إني لأرى حقا يطفى وباطلا يحيا وصادقا مكذبا وأثرة بغير تقى وصالحا مستأثرا عليه
فقال حبيب بن مسلمة الفهري لمعاوية إن أبا ذر لمفسد عليكم الشام فتدارك أهله إن كان لك فيه حاجة فكتب معاوية إلى عثمان فيه فكتب عثمان إلى معاوية أما بعد فاحمل جندبا إلي على أغلظ مركب وأوعره فوجهه مع من سار به ليلا ونهارا وحمله على بعير ليس عليه إلا قتب حتى قدم المدينة وقد سقط لحم فخذيه من الجهد فبعث إليه عثمان وقال له الحق بأي أرض شئت فقال أبو ذر بمكة قال لا قال بيت المقدس قال لا قال بأحد المصرين قال لا ولكن سر إلى ربذة فلم يزل بها حتى مات.
Halaman 158