204

Nahjul Balagha

نهج البلاغة

Editor

شرح : الشيخ محمد عبده

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1412 - 1370 ش

Genre-genre

والعبء على ظهره والمرء قد غلقت رهونه بها . فهو يعض يده ندامة على ما أصحر له عند الموت من أمره ، ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره. ويتمنى أن الذي كان يغبطه بها ويحسده عليها قد حازها دونه. فلم يزل الموت يبالغ في جسده حتى خالط لسانه سمعه. فصار بين أهله لا ينطق بلسانه، ولا يسمع بسمعه، يردد طرفه بالنظر في وجوههم، يرى حركات ألسنتهم ولا يسمع رجع كلامهم. ثم ازداد الموت التياطا به . فقبض بصره كما قبض سمعه.

وخرجت الروح من جسده، فصار جيفة بين أهله قد أوحشوا من جانبه، وتباعدوا من قربه. لا يسعد باكيا، ولا يجيب داعيا. ثم حملوه إلى مخط في الأرض، وأسلموه فيه إلى عمله، وانقطعوا عن زورته .

حتى إذا بلغ الكتاب أجله، والأمر مقاديره وألحق آخر الخلق بأوله، وجاء من أمر الله ما يريده من تجديد خلقه، أماد السماء وفطرها وأرج الأرض وأرجفها، وقلع جبالها ونسفها. ودك بعضها بعضا من

Halaman 213