فغضب من سوء أدبهم وقد أحسن إلا أنه جاوز الحد فتكلم بما يوهم طعنا على الصحابي، والبشر قد يخطئ. ويمكن أن يقال إنه أراد مدحه لما مر من أن مثل هذه الكلمة زكاة وأجر ورحمة إلا أنهم لم يفهموا، أو أنكروا عدم تفضيل معاوية على علي ﵄ فضربوه جهلا منهم.
الثاني عشر أنه كثر في الأحاديث الصحيحة والحسان الوعيد الشديد على من أبغض عليا ﵁ أو حاربه.
والجواب أنه حاربه من هو مقطوع بالجنة كعائشة وطلحة والزبير رضوان الله عليهم أجمعين، فوجب حمل أحاديث الوعيد على غير الصحابة كالحرورية أو تخصيصها بمن هو متعصب غير مجتهد.
الثالث عشر: حديث ثلاثين سنة، فعن سفينة مولى النبي ﷺ مرفوعا: "الخلافة ثلاثون سنة ثم تكون ملكا" ثم يقول سفينة: أمسك، خلافة أبي بكر سنتين وخلافة عمر عشرة وعثمان اثنتي عشرة وعلي ستة. أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي. وفي رواية لأحمد والترمذي وأبي يعلى وابن حبان: «الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك».
1 / 77