وذكر القاري الهروي في شرح المشكاة عن عبد الله بن بريدة أن الحسن ﵁ دخل على معاوية فقال: لأجيزنك بجائزة لم أجز بها أحدا قبلك ولا أجيز بها أحدا بعدك، فأجازه بأربع مائة ألف فقبلها.
وأخرج أحمد أن رجلا سأل معاوية عن مسألة فقال: اسأل عنها عليا فهو أعلم، فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب إلي من جواب علي، قال: بئسما قلت، لقد كرهت رجلا كان رسول الله ﷺ يعزه بالعلم عزا، ولقد قال له: «أنت مني بمترلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، وكان عمر ﵁ إذا أشكل عليه شيء أخذ منه. وأخرجه آخرون بنحوه وزاد بعضهم: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان، ولقد كان عمر يسأله ويأخذ عنه ولقد شهدته إذا اشكل عليه قال: ههنا علي ﵁؟
روى الإمام المستغفري بإسناده إلى عقبة بن عامر قال: كنت أمشي مع معاوية فقال: والله ما على الأرض رجل أحب إلي من علي بن أبي طالب قبل الذي كان بيني وبينه وإني لأعلم أنه يملك من ولده من هو خير أهل الأرض في زمانه وإن له اسما في السماء يعرفه به أهل السماء وإن له علامة يكون في زمانه الخصب ويميت الباطل ويحيي
1 / 58