وقال أبو نَضْلَة يموتُ بن المُزَرِّع:
والبدرُ يجنحُ للغروبِ كأنّما ... قد سَلّ فوقَ الماءِ سيفًا مُذهَبَا
وله:
لم أنْسَ دِجلةَ والدُجى مُتصرِّمٌ ... والبدرُ في أفقِ السماءِ مغَرِّبُ
فكأنّها فيهِ رِداءٌ أزرقٌ ... وكأنه فيه طِرازٌ مُذْهَبُ
قال أبو محَلِّم يصفُ الشمسَ:
مُخبَأَةٌ أمّا إذا الليل جنّها ... فتَخْفى وأمّا بالنهارِ فتَظْهَرُ
وقال الكندي يصف الثُريّا:
إذا ما الثُريّا في السّماءِ تعرّضتْ ... تعَرُّضَ أثناءِ الوِشاحِ المُفَضَّلِ
وقال ذو الرّمّة:
ورَدْتُ اعتِسافًا والثُريّا كأنّها ... على قمّة الرأسِ ابنُ ماءٍ محَلِّقُ
وقال قيسُ بنُ الأسْلَت، وأجاد:
وقد لاحَ في الصُبحِ الثُريّا لمنْ رأى ... كعُنْقودِ مُلاّحيّةٍ حينَ نوّرا
وقال يزيد ابن الطّثْريّة:
إذا ما الثُريّا في السماءِ كأنّها ... جُمانٌ وهَى من سِلْكهِ فتبدّدا
وقال بعضهم:
فاغتنمْ شُربَها فقد فضحَ الليْ ... لَ هلالٌ كأنّه فِتْرُ زَنْدِ
والثُريّا خفّاقَةٌ في رِواق ال ... غربِ تهْوي كأنّها رأسُ فهدِ
وقال الحِمْيَريّ في قتْلى عليّ ﵇:
ترى الطّيرَ مثلَ النِّسا حولَهُ ... غدَوْنَ الى مُدنَفٍ عُوَّدا
وقال أعرابي في تشبيه الدُروع:
عليها كالنِّهاءِ مُضاعَفاتٍ ... من الماذيِّ لم تَؤُدِ المُتونا
وقال أبو دؤاد الإيادي:
وأعدَدْتُ للحَرْبِ فَضْفاضةً ... تضاءلُ في الطّيِّ، كالمِبْرَدِ
وقال كعبُ بن سعدٍ الغَنَوي:
وقومٍ يجُرّونَ الثيابَ كأنّهم ... نَشاوَى وقد نبّهْتَهم لرَحيلِ
يصفُهم بالنُعاس. وقال زهير في تشبيهِ آثارِالديارِ بالنقوش في الأكفِ والمعاصم:
ودرٌ لها بالرَّقْمَتَيْنِ كأنّها ... مراجِعُ وشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ
وقال عنترة في تشبيه حَنَكِ الغُراب:
خرِقُ الجَناحِ كأنّ لَحْيَيْ رأسِهِ ... جلَمانِ بالأخْبارِ هشٌ مولَعُ
وقال الراعي يصفُ قانصًا جَعْدَ شعرِ الرأس:
فكأنّ ذروةَ رأسِهِ من شعرِه ... زُرِعَتْ فأنبتَ جانباها الفُلْفُلا
وقال ذو الرُّمّة:
وليلٍ كجِلْبابِ العروسِ ادّرَعْتُهُ ... بأربعةٍ والشّخْصُ في العين واحدُ
قال مضرِّس بن رِبْعي يصفُ نعامة:
صَعراءُ عاريةُ الأخادِعِ رأسُها ... مثلُ المِدَقِّ وأنفُها كالمِسْرَدِ
وقال النابغة يصفُ النسورَ:
تَراهُنّ خلْفَ القومِ زُورًا عيونُها ... جُلوسَ الشّيوخِ في مُسوكِ الأرانِبِ
وقالت أختُ عمرو ذي الكلْب وأحسنتْ:
تمشي النسورُ إليه وهيَ لاهيةٌ ... مشْيَ العَذارَى عليهنّ الجَلابيبُ
وقال ذو الرّمّة في تشبيه الرّملِ بأوراكِ العَذارَى:
ورمْلٍ كأوراكِ العَذارى قطَعْتُه ... إذا لبسَتْهُ المظلِماتُ الحَنادِسُ
ولقد أبدعَ السّيِّدُ الحِميريّ وأحسنَ في وصفِ أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ ﵁، وتشبيهه بريح عادٍ ولم يُسْبَقْ الى ذلك:
لكِنْ أبو حسَنٍ، واللهُ أيّدَهُ ... قد كان عندَ اللِقا للطّعْنِ مُعتادا
إذا رأى معْشَرًا حربًا أنامَهُمُ ... إنامَةَ الرِّيحِ في أبياتها عادا
وقال الكِنْدي:
جمعْتُ رُدَيْنيًّا كأنّ سِنانَه ... سَنا لهَبٍ لم يتّصِلْ بدُخانِ
وأنشد الحامض:
كأنّ ما يسقطُ من لُغامِها ... بيْتُ عَكْنَباتٍ على زِمامِها
هذا كبيت الحطيئة وقد تقدّم ذكرُه، والمعنى أنه شبّه اللُّغام ببيتِ العنكبوت لاجتماعِهما في النحافة، وبُعدِهما عن الكثافة. يُقال: عَنْكَبوتٌ وعَكَنْباةٌ كما قالوا: عقابٌ وعقنباة ويقال: عنكباء، وفي هذا تعليلٌ يطول شرحُه وليس هذا موضِعُه. وقال معقِّرُ البارقي في تشبيهه الجيوش:
وقد جمَعا جمْعًا كأنّ زُهاءَهُ ... جَرادٌ سَفا في هَبْوَةٍ مُتطايرُ
وقال أيضًا:
1 / 30