Nafha Miskiyya
النفحة المسكية في الرحلة المكية
Penerbit
المجمع الثقافي
Lokasi Penerbit
أبو ظبي
Genre-genre
Geografi
وقال بعضهم: جرّبت أسماءهم في الأمور المهمة، تلاوة وكتابة، فما رأيت أسرع منها إجابة.
وروي عن جعفر بن عبد الله «١» أنه قال: أوصاني والدي بحب أصحاب رسول ﷺ، والتوسل بأهل بدر في جميع المهمات، وقال: إن الدعاء عند ذكرهم يستجاب، وإن الرحمة والبركة والغفران والرضى والرضوان «٢» تحيط بالعبد إذا ذكرهم، وقال عند الدعاء بأسمائهم، وإن ذكرهم كل يوم وسأل الله تعالى حاجة قضيت له، لكن ينبغي في قضاء مهم أن يترضى على كل واحد عند ذكر اسمه، ويقول: محمد رسول الله ﷺ، أبو بكر الصديق ﵁، عمر بن الخطاب ﵁، وهكذا إلى آخرهم، فإنه أنجح للإجابة.
وذكر عن «١١٦ أ» زيد بن عقيل- ﵀ قال: قد انقطعت طريق في أرض المغرب في بعض السنين من سباع ضارية، وانقطعت طريق أخرى من لصوص، فما كان أحد يخطر من تلك الطرق إلا هلك ولو كان في عدد عديد، وقد ضاعت في تلك الطرق أموال وأنفس كثيرة. وإذا ورد علينا أحد من تلك الطرق ومعه تجارة عظيمة وليس معه أحد غير عبده، وهو يحرك شفتيه كالذي يتلو بعض الأسماء، فاستغربنا ذلك وتلقيناه، وقلنا: إن لهذا الرجل شأنا عظيما، ونظرنا خلفه فلم نر معه سوى عبده، فقال له والدي: سبحان الله! كيف سلمت بتجارتك وأنت وحدك وهذه الطريق مقطوعة منذ سنين من اللصوص والسباع؟ فقال: أما يكفيك أني دخلت هذه الطريق بجيش دخل به رسول الله- ﷺ ولقي به أعداءه ونصره الله، وقال له والدي: وأي جيش أدركته من أصحاب
1 / 216