2 الدافع العاطفي
** تمهيد :
ثمة مثل معروف يقول : «إن الناس عبيد الأحسان».
ورد نفس هذا المعنى تقريبا في حديث عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام : «الإنسان عبد الاحسان» (1).
وورد عنه عليه السلام : «بالإحسان تملك القلوب» (2).
وفي حديث آخر عنه أيضا : «وأفضل على من شئت تكن أميره» (3).
وجذور كل هذه المفاهيم في حديث الرسول صلى الله عليه وآله إذ يقول : «إن الله جعل قلوب عباده على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها» (4).
والخلاصة هي أن هنالك حقيقة تقول : إن الذي يسدي خدمة لشخص أو ينعم عليه نعمة فسيكون عطفه هذا عليه منطلقا من حبه له ويكون هذا الآخر محبا لمن اسدى إليه الخدمة والنعمة ، يحب أن يتعرف عليه تماما ويشكره ، وكلما كانت هذه النعمة أهم وأوسع ، كان توجه العواطف نحو «المنعم» و «معرفته» أكثر.
ولهذا جعل علماء علم الكلام «العقائد» مسألة «شكر المنعم» ومنذ القدم إحدى الدوافع على التحقيق حول الدين ومعرفة الله.
Halaman 19