368

دعوته ولا نرى من مسؤوليتنا حتى التحقيق في هذه الدعوة؟.

هنا يريد القرآن بهذا التعبير أن يوجد حافز الحركة نحو التحقيق حول الدين لدى كل من له القابلية على هذه الحركة.

يقول الراغب في كتاب «المفردات»: إن حقيقة «الاستجابة» هي السعي والقابلية على استلام الجواب، ولأن هذا الموضوع ينتهي عادة بالجواب فقد فسروه بمعنى «الاجابة» (1).

* * *

الآية الثانية تعد بعثة الرسول من أعظم النعم الإلهية التي منحها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين ، ثم تذكر في تفسير هذه النعمة ثلاثة برامج مهمة للرسول : تلاوة الآيات الإلهية :

( يتلوا عليهم آياته )، والتزكية والتربية : ( ويزكيهم )، وتعليم الكتاب والحكمة ( «ويعلمهم الكتاب والحكمة ).

ونتيجة كل هذه البرامج هي النجاة من «الضلال المبين» : ( وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين ).

إن كل هذه التعابير هي من أجل إحياء محفزات الحركة نحو الأسلام لدى الناس ، أو على الأقل من أجل أن يرى كل إنسان نفسه ملزما بالتحقيق حول الإسلام لأنه من الممكن أن يكون اكبر نفع وضرر للإنسان كامنا في هذا التحقيق.

«المنة» : من مادة «من» وهي في الأصل كما يعتقد البعض بمعنى القطع ، لهذا فإن : ( أجر غير ممنون ) بمعنى الثواب الذي لا ينقطع أبدا ، وكذلك يقال لنوع من الاصماغ والترشحات ذات الطعم الحلو والتي تشاهد كالقطرات الصغيرة مستقرة على أوراق الأشجار تشبه قطرات الندى ، يقال لها «المن».

ولكن يعتقد الراغب أن «المن» في الأصل بمعنى الحجر الذي يزنون به ، والذي أطلق

Halaman 12