292

هذه المفردة على كل رجل كبير.

وقد تحدثت الآية الثانية عن الكفار الظالمين الذين إذا ما رأوا نتيجة أعمالهم في الآخرة سعى كل منهم لإلقاء ذنبه على الآخر ، فيقول حينها المستضعفون (أي المغفلون) للمستكبرين (أي الظلمة وأصحاب السلطة الذين أضلوا الآخرين بأفكارهم الشيطانية): لولا وساوسكم المغرية والشيطانية لكنا في صفوف المؤمنين ، لقد غسلتم أدمغتنا ، واتبعناكم جهلا ، وجعلتمونا آلة بأيديكم لتحقيق مآربكم الشيطانية ، وقد فهمنا الآن أنا كنا على خطأ.

بالطبع لم يخرس المستكبرون عندها ، بل يجيبون : ( أنحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءكم ) الرسل بالبينات والحجج الكافية؟ إنكم مخطئون ونحن غير مسؤولين عن ضلالتكم ، ( بل كنتم مجرمين ) ومذنبين لأنكم تركتم ما دعتكم إليه الرسل واتبعتم الأقاويل الباطلة بالرغم من إرادتكم واختياركم.

* *

وقد أشارت الآية الثالثة إلى شجار «القادة» و «الأتباع» الضالين في جهنم ، فكلما دخلت امة لعنت الاخرى واعتبرتها هي المسؤولة عن شقائها وعذابها في الآخرة ، ويقول الأتباع يومذاك : ( ربنا هؤلاء اضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ) عذابا لأنهم ضالون وعذابا لأنهم أضلونا وأغوونا.

فيجيبهم الله : ( لكل ضعف ولكن لاتعلمون ).

إن مضاعفة العذاب لقادة الباطل أمر متوقع وليس عجيبا ، إلاأن مضاعفة العذاب لأتباعهم أمر قد يبدو غريبا للوهلة الاولى ، لكنا إذا دققنا في الأمر نجد ضرورة مضاعفة العذاب لهم ، عذاب : لأجل أنهم ضالون ، وعذاب : لأجل اعانتهم أئمة الكفر والذود عنهم والقتال دونهم ، كما جاء ذلك في حديث للإمام الصادق عليه السلام عندما جاءه أحد أصحابه معلنا توبته عما قدمة لبني أمية من خدمات ، يقول فيه :

Halaman 309