منحسرة في نفسه ، وينسى غيره.
ولهذا ، فإن أول خطوة في مجال تهذيب النفس هو الترفع عن «الكبر والغرور» ، ولا يتأهل الإنسان للقرب من الله من دون ذلك.
3 وقد جاء في كلام لأمير المؤمنين عليه السلام : «شر آفات العقل الكبر» (1)، كما جاء في كلام آخر له : «العجب آفة» (2).
* *
** 4 حجاب الجهل والغفلة
1 ( كذلك يطبع الله على قلوب الذين لايعلمون ). (الروم / 59)
2 ( لتنذر قوما ما أنذر آباءهم فهم غافلون ) ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون* وسواء عليهمءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ). (يس / 6 و9 و10)
* جمع الآيات وتفسيرها
أكدت الآية الأولى على أن الله ضرب للناس في هذا القرآن من كل مثل ، فتارة بآيات الآفاق والأنفس وتارة بالوعد والوعيد ، وتارة بالأمر والنهي ، وتارة بالبشرى والانذار ، وتارة بالسبل العاطفية والفطرية ، وتارة بالاستدلال ، ورغم هذا البيان فإن فريقا من الجاهلين والغافلين يجحدون بآيات الله ويقولون : أنتم مبطلون أي على باطل ، ويضيف الله في الآية : هذا كله لأجل أن الله طبع على قلوبهم وذلك بجهلهم.
إن الآية في الحقيقة تشير إلى أسوأ أنواع الجهل وهو «الجهل المركب» الجهل الذي
Halaman 256