الثالث: المراد بالإنسان هنا الكافر، أما المؤمن فله ما سعى وما سعي له، قاله الربيع بن أنس.
الرابع: ليس للإنسان إلا ما سعى من طريق العدل، وأما من طريق الفضل فجائز أن يزيده الله تعالى ما شاء، قاله الحسين بن الفضل.
الخامس: أن معنى: ﴿ما سعى﴾ نوى، قاله أبو بكر الوراق.
السادس: أن ليس للكافر من الجزاء إلا ما عمله في الدنيا فيثاب عليه فيها حتى لا يبقى له في الآخرة خير، ذكره الثعلبي.
السابع: اللام بمعنى على: أي ليس على الإنسان إلا ما سعى كقوله تعالى: ﴿فكلا أخذنا بذنبه﴾ .
الثامن: ليس له إلا سعيه غير أن الأساليب مختلفة فتارة يكون سعيه في تحصيل الشيء بنفسه، وتارة في تحصيل سببه، مثل سعيه في تحصيل ولد أو صديق يستغفر له، وتارة يسعى في خدمة الدين والعبادة فيكتسب محبة أهل الدين، فيكون ذلك سببًا حصل بسعيه، حكى هذين القولين أبو الفرج ابن الجوزي.
ومما يدل على هذا أيضًا أن المسلمين يجتمعون أيضًا في كل عصر ويقرؤون القرآن ويهدونه لموتاهم، ولم ينكره منكر، فكان إجماعًا.
وقوله ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث»، لا يدل على انقطاع عمله على أنه ينقطع عمل غيره، لهذا أيضًا على وصول
1 / 296