249

Nafahat Canbar

نفحات1

Genre-genre

وأعانه الذكاء المتوقد وإلا فقراءته ليست على قدر علمه، وكان كثيرا الإقراء والصبر على الطلبة، ومكارم الأخلاق والميل إلى أهل الله والمحبة للفقراء والقعود معهم، وأما كرمه وعدم التفاته إلى الدنيا وزهده عن متاع الغرور فمما لا يجاريه في ذلك مجار ولا يلحقه أحد في ذلك المضمار، واشتهار أخباره في الكرم تعني عن التطويل والإكثار، فإنه ينفق ما وجد في بيته من أموال وفراش ومتاع في يوم واحد، وكثيرا ما تجيئ إليه الخلع، والأموال من الخلفاء فلا تمر عليه إلا وهي منطلقه وربما يخرج في اليوم الأول بزي الملوك ثم يصرفه أخر يومه، ويخرج في اليوم الثاني بزي الفقراء ولا يبالي على أي هيئة وقع ولا يفترق عنده مزية الأمير على المأمور.

[مؤلفاته]

وله المؤلفات الحسنه منها: (تفريج الكروب) مجلد ضخم في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام؛ ومنها الوجه الحسن ومنها: (ثغر الدهر الباسم) جمع فيه تراجم لأعيان عصره، ولعله لم "يكمله" وكان تأليفه له في (سنة ثلاثين ومائة وألف)، ولم يزد فيه ما حدث في أخر أمره، وله رسائل ومسائل أخرى، واشتغل بعلم التصوف اشتغالا كليا ومال إليها، ورحل إلى حضرة المولى صفي الإسلام أحمد بن المتوكل القاسم بن الحسين بمدينة (تعز) (1)، فلازم السيد يحيى بن علي الشنطبي الشطبي مدة طويلة وله في ذلك أخبار يطول شرحها وطالع في علوم المعقول واستعمل عبارات الحكما في كلامه ومحاوراته فربما نفر عنه لذلك علما الظاهر، ومن لم يمارس كتب التصوف والله أعلم بالحقيقة، ومدح المولى أحمد بن المتوكل بغرر المدائح فرأى له حقه وأعطاه العطاء الواسع وكتب إليه في شهر رمضان سنة (1142ه). يطلب إذنه بطلوعه (صنعاء) قوله:

شهر السعادة قد وافى فحي على

بالفوز بالعمل المقبول والأمل

تبارك الله كم من نعمة وعلي

Halaman 293