وممن ترجم له القاضي أحمد قاطن فقال في تحفته: ((هو المحقق الفاضل [36أ-ب]والإنسان الكامل، إمام العلوم ومحقق الرسوم، والفايت أهل الزمان في سلامة الصدر والتقوى والإيمان المحمود الخصال، المتفرد بخصال الكمال، الكامل العناية في تخريج الأحاديث النبوية، السالك مسالك أهل الزهد بين البرية، النقاد لرجال الحديث بذهنه الوقاد وفكره الصادق فيما شملته مصنفات أهل الانتقاد، وتمييزه بين الصحيح والسقيم والمعوج منها والمستقيم، لم يزل مشغوفا بالإقراء والقراءة والنسخ والتأليف، وشعره في الذروة العليا من البلاغة والقبول، وحسن السبك والجزالة واللطف والرقة ثم قال: وهو من أهل الإنصاف المائل عن طرق الجور والإعتساف، وممن يميل مع الدليل أين مال، ومن أهل الزهد والورع [66ب-أ] في الدنيا، وهذه القصيدة تدل على ما قلناه وهي:(1)
أيها القاصر الفعال(2) على اللهو
قد أتاك المشيب فيه من الله
فاترك اللهو جانبا واحتشمه
إن سكر الشباب لم يبق منه
قد تولى ريعانه وهو ليل
أضلال من بعد أن وض
ضحك الشيب فيك فابك خطا
ليس خمسون حجة بعدها عزف
فاتق الله إن تقواه خير الزاد
ذهب المتقون لله بالعز
واتبع في الورى الذين قفوا أحم
سلكوا نهجه القويم فللح
مالهم مذهب سوى الخبر الم
نصروه وهاجروا السوء حتى
فهم في المهاجرين إذا ما
ورثوا علم من توفى ولم يورث
وعلوا ذروة المحامد إذ كانوا
فهم العسجد المصفى وكل الناس
وهم الرأس والعوالم طرا
وهم للأنام إن أظلم البا
كم جلوا رين بدعة حين ثاروا
فإليهم يسار من كل قطر
وعليهم من بعد أحمد والآ ... ألما يئن لك الإقصار
إليك الإعذار والإنذار
فهو ضيف قراه منك الوقار
بعد صحو المشيب إلا الخمار
وأنار القتير وهو نهار
ح الصبح لرائيه فاستبان المنار
ياك واقلل فحتفك الإكثار
Halaman 196